أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/إيطاليا
سعادة الوزير المحترم "مصطفى بايتاس " تعلم أنه قد اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجة من السخرية العارمة بعد انتشار صورة معدلة بتقنيات " الفوطو شوب"، سي مصطفى بيتاس، يظهر فيها كبائع خضر، وقد علق عليها بتهكم الرواد بسخرية تحت عنوان : الخضار الوحيد لي تلقا عندو الخضرة بأثمنة معقولة.. عنوان المحل: التلفزة المغربية – قناة الأولى والثانية " .
الصورة والتدوينة انتشرت بسرعة كالنار في الهشيم على فيسبوك "سعادة الوزير"، وسط تفاعل واسع وتعليقات لاذعة، تعكس حالة الاحتقان الشعبي بسبب الارتفاع المتواصل لأسعار الخضر والمواد الغذائية، خاصة ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك، حيث يُفترض أن تكون المواد الأساسية في متناول المواطنين، سعادة الوزير "واش كتنزل تشري من السوق ولا غير كيجيبو ليك الأرقام وتبقى تقولها "، الأرقام التي تدلي بها لا علاقة لها بالأسواق وكأنك تتحدث عن أسواق ومتاجر في دولة أخر، ويعتبر هذا طامة كبرى في الحقل السياسي .
معالي الوزير، إن المعلقون لم يفوّتوا الفرصة للتعبير عن غضبهم من السياسات الحكومية وهذا حقهم وعليك أن تقبل لأنك تتقاضى أجرا سمينا غلظيا من عرق كدهم ومن عرق دافعي الضرائب المفقرين، يؤكدون أن الأسعار تواصل الارتفاع بشكل غير مسبوق، في حين أن الخطاب الرسمي يسوق لصورة مغايرة عن الواقع المعيشي، مطيشة واصلة البيض وصل 2 دراهم للبيضة الواحدة، جميع الخضر مرتفعة، أصبح المواطن يشتهي "فرماجة ودانون وقطعة لحم ، "ممتافقش على سياسة دعم المنتوجات المستوردة سي الوزير، دعم القطاع الفلاحي الداخلي أولا وقبل كل شيء .
لقد اعتبر البعض أن "المحل" الذي يُشار إليه في التدوينة الساخرة، أي القنوات التلفزية الرسمية، لم يعد سوى واجهة لتقديم "الوعود الخضراء" دون تأثير حقيقي على القدرة الشرائية للمواطنين، وهذا طبيعي كون التلفاز يستضيف كرفا واحدة ولا يستضيف الوجهة الأخرى، راه التلفيزيون ديال الشعب ومن حق الشعب يهضر ويوصل صوتو"، إن سياسة تجاهل صوت الشعب سياسة لا تليق أمام القهر الذي يعيشه المواطن المغربي اليوم .
صراحة معالي الوزير، أعتبر هذه الموجة الساخرة في مواقع التواصل الإجتماعي ناقوس يعكس مدى اتساع الفجوة بين الحكومة والمواطنين، حيث باتت الفكاهة والسخرية سلاحا للتعبير عن الامتعاض والاحتجاج في غياب إجراءات ملموسة تخفف من وطأة الغلاء المستمر، خاصة مع اقتراب شهر رمضان، الذي يزداد فيه الطلب على المواد الغذائية بشكل مضاعف .
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك