أنتلجنسيا المغرب
في مشهد أعاد تشكيل الخارطة السياسية العالمية، عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، في خطوة أثارت قلق حلفاء أمريكا وخصومها على حد سواء.
فالرئيس المثير للجدل لم يضيّع الوقت لإعادة نهجه الصدامي، مُلوّحًا بسياسات تُنبئ بتوترات جديدة، أبرزها تهديده المباشر لجارته الشمالية، كندا.
ترامب، الذي عرف بتصريحاته النارية وسياساته المفاجئة، لم يتردد في توجيه انتقادات حادة للحكومة الكندية، متهما إياها باستغلال الاتفاقيات التجارية مع الولايات المتحدة.
في خطاب وصفته الصحافة بـ"العدواني"، حذر ترامب من أن كندا "ستدفع ثمنًا باهظًا" إن لم تعدل سياساتها التجارية،
هدد ترامب بفرض تعريفات جمركية جديدة على المنتجات الكندية، في خطوة قد تُعيد إحياء حرب تجارية مشابهة لما حدث خلال فترة رئاسته الأولى.
ويرى محللون أن هذه التصعيدات ليست مجرد قرارات اقتصادية، بل جزء من استراتيجية أوسع لإعادة رسم العلاقات الثنائية وفق شروط الولايات المتحدة وحدها.
ترامب، الذي عُرف بسياسة "أمريكا أولاً"، يبدو مصممًا على تعزيز هذه العقيدة في ولايته الثانية. سياساته الاقتصادية تُركز على حماية الصناعات الأمريكية، حتى لو كان ذلك على حساب الحلفاء.
وقد أعاد التأكيد على التزامه بإعادة الوظائف إلى أمريكا، وتقليص الاعتماد على الواردات، وهو ما يُهدد الشراكات التجارية التي تعد كندا من أبرز المستفيدين منها.
في أوتاوا، جاءت الردود حذرة ولكن حاسمة. رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو دعا إلى الحوار والتهدئة، مؤكدًا أن كندا تسعى لعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة، لكنها مستعدة للدفاع عن مصالحها الوطنية.
ويرى مراقبون أن الحكومة الكندية قد تلجأ إلى الاتحاد الأوروبي والصين لتعزيز شراكاتها الاقتصادية، في حال قررت واشنطن تصعيد التوترات.
عودة ترامب للرئاسة لم تُربك كندا وحدها، بل أثارت قلقًا عالميًا. منظمات دولية وحلفاء تقليديون للولايات المتحدة يخشون أن تؤدي سياسات ترامب إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية.
من المتوقع أن يعيد ترامب النظر في الاتفاقيات التجارية الكبرى مثل "نافتا" و"الشراكة عبر المحيط الهادئ"، وهو ما قد يضع العالم أمام موجة جديدة من الحمائية الاقتصادية.
في الشرق الأوسط، أبدى ترامب استعداده لتصعيد الضغط على إيران وفرض المزيد من العقوبات، مما قد يُشعل توترات جديدة في المنطقة.
وفي أوروبا، هناك تخوف من عودة ترامب إلى سياسات تقلل من شأن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو ما قد يضعف التحالفات الغربية في مواجهة روسيا.
عودة ترامب إلى الرئاسة الأمريكية تعني بداية فصل جديد من التوترات الدولية، حيث يبدو أنه مصمم على إعادة تشكيل النظام العالمي وفق رؤيته الخاصة.
تهديداته لكندا ليست سوى البداية، فيما يستعد العالم لمواجهة التحديات التي قد تأتي مع رئيس لا يمكن التنبؤ بسياساته، لكن تأثيراته لا يمكن إنكارها.
المشهد الحالي يضع كندا والعالم أمام خيارين: مواجهة تصعيد محتمل مع إدارة ترامب، أو البحث عن حلول دبلوماسية تضمن تجنب أزمات جديدة في عالم يعاني أصلًا من هشاشة اقتصادية وسياسية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك