أنتلجنسيا المغرب:
في خطاب وداع استثنائي حمل نبرة تحذيرية وصراحة غير مألوفة، ألقى الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن كلمة فجر اليوم الخميس، تناول خلالها أبرز محطات فترته الرئاسية، مع تركيز لافت على التحديات التي تواجه الديمقراطية الأمريكية.
في مفارقة أثارت جدلاً واسعًا، شدد بايدن على أن إدارة فريقه كانت العامل الرئيسي وراء وقف إطلاق النار الأخير في قطاع غزة، موضحًا أن الجهود الدبلوماسية التي بذلتها إدارته على مدار شهور أثمرت قبل أن تتسلمها إدارة خليفته دونالد ترامب. هذه التصريحات أثارت تساؤلات حول التداخل في دور الإدارات المتعاقبة في التعامل مع الأزمات الدولية.
وخلال خطابه، أطلق بايدن تحذيرًا مباشرًا من استيلاء الطبقة الثرية على السلطة ومفاصل القرار في الولايات المتحدة. ودعا إلى إجراء تعديل دستوري ينهي حصانة الرؤساء الذين يرتكبون جرائم أو يتجاوزون القانون، في خطوة قد تكون الأولى من نوعها لمواجهة اختلالات النظام السياسي الأمريكي.
على الرغم من الخلافات السياسية بينهما، أكد بايدن التزامه بتسليم السلطة بشكل سلس للرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي ستبدأ ولايته في 20 يناير.
وعبر عن أمله في أن ينجح ترامب في قيادة الولايات المتحدة خلال فترة صعبة، محذرًا من التحديات الداخلية والخارجية التي تتطلب وحدة الصف.
قراءة في الخطاب
خطاب بايدن الأخير يُعد رسالة مزدوجة تحمل إشادة بجهوده الرئاسية وانتقادات مباشرة للنظام الأمريكي الحالي. فبينما أظهر حرصه على إبراز إنجازاته، أطلق تحذيرات شديدة اللهجة قد تعيد النقاش حول صلاحيات الرؤساء وتأثير النخب على الديمقراطية.
خطاب بايدن لن يُنسى سريعًا، إذ حمل رسائل تتجاوز كونه خطاب وداع؛ ليصبح وثيقة تحذيرية تُلقي الضوء على تحديات الديمقراطية الأمريكية، في وقت تواجه فيه البلاد استقطابًا سياسيًا غير مسبوق.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك