بين الأبراج الزجاجية والفقر المدقع..هل نسيت الحكومة المغربية مواطنيها؟

بين الأبراج الزجاجية والفقر المدقع..هل نسيت الحكومة المغربية مواطنيها؟
سياسة / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا مغربنا 1-Maghribona 1 

في الوقت الذي تتسابق فيه بعض الدول إلى بناء مجتمع قائم على المعرفة، والاهتمام بالبنية التحتية البشرية أولاً، يبدو أن المغرب يتجه في مسار مختلف تماماً. فالحكومة المغربية تركز بشكل مفرط على المشاريع الكبرى، المباني الفاخرة، والعمارات الزجاجية، بينما المواطن يعاني في صمت من أزمات يومية لا تنتهي. كيف يمكن الحديث عن التقدم في بلد حيث التعليم في حالة يرثى لها، والمستشفيات تعاني من نقص حاد في التجهيزات، والبطالة تخنق الشباب؟ المغرب، الذي يزخر بثروات طبيعية وبشرية، يجد نفسه في موقف محرج أمام واقع مأساوي يعيشه الملايين. بينما تُخصص الميزانيات الطائلة لبناء أبراج شاهقة ومجمعات سكنية فاخرة، يتساءل المواطن البسيط عن مصيره وسط هذا الصخب. كيف يعقل أن نرى مشاهد لمدن تتزين بالإنجازات المعمارية، في حين أن القرى والضواحي تفتقر لأبسط مقومات العيش الكريم؟ الفقر والبطالة والصحة كلها قضايا تؤرق المغاربة يومياً. فأين هي السياسات التي تهدف إلى تحسين مستوى العيش؟ أين هو الدعم الموجه لتعليم الأجيال القادمة؟ أم أن الحكومة تُفضل الصمت حين يتعلق الأمر بمعاناة الناس؟ لا يمكن لبرج زجاجي أن يُغطي على أزمات الصحة والتعليم، ولا يمكن لمشروع سياحي أن يُنسينا أن هناك مغاربة يعيشون تحت خط الفقر. الدول المتقدمة لم تصل إلى ما هي عليه بين ليلة وضحاها. لقد بنت أسسها على المواطن، جعلته محور خططها، واهتمت بتعليمه وتوفير الرعاية الصحية له قبل أن تفكر في بناء الأبراج. أما في المغرب، فالسياسة تبدو معكوسة تماماً. يتم بناء القشرة اللامعة، بينما الجوهر يعاني من التآكل. لقد حان الوقت لإعادة التفكير في الأولويات. المشاريع الكبرى قد تلمع في أعين السياح والمستثمرين، لكنها لن تحل مشكلة البطالة، ولن تضع حداً للأمراض التي تفتك بالقرى النائية. الحكومة المغربية مطالبة اليوم بالنظر في المرآة، وإدراك أن المواطن هو الأساس، وأنه لا تقدم دون استثمار في الإنسان.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك