أنتلجنسيا المغرب:ع.الحيداوي
في كل عيد، تنتشر أجواء الفرح والاستعداد للاحتفال، لكن هناك فئة تعيش معاناة صامتة بعيدًا عن الأضواء—عمال النظافة بمدينة سلا. هؤلاء الجنود المجهولون، الذين يسهرون على نظافة الأحياء والشوارع، يجدون أنفسهم في مواجهة غير عادلة مع واقع مرير: تأخر أجورهم رغم الوعود الحكومية المتكررة.
بينما يفرح الأطفال بثياب جديدة وحلوى العيد، يقف أبناء عمال النظافة أمام واقع مؤلم، حيث تنتظر أسرهم صرف الأجور التي تأخرت دون مبرر. هذه الفئة الهشة تعتمد بشكل أساسي على راتبها الشهري لتغطية الاحتياجات الأساسية، وتأخره يحرمها من أبسط حقوقها، خاصة مع ارتفاع تكاليف المعيشة وضغوط المناسبات.
لطالما أكدت الحكومة على ضرورة صرف أجور العمال قبل العيد، إلا أن شركات التدبير المفوض لا تلتزم بهذه التوجيهات، متجاهلة معاناة العمال وأسرهم. هذا التجاهل المتكرر يثير تساؤلات حول مدى فعالية الرقابة الحكومية، وما إذا كانت هناك إجراءات صارمة لضمان احترام حقوق العمال.
ما معنى العيد عندما يجد عامل النظافة نفسه عاجزًا عن شراء ملابس العيد لأطفاله؟ كيف يمكن أن نشعر بالفرح في وقت يُحرم فيه من يكدّ لراحتنا من حقه الأساسي؟ إن هذا الوضع لا يمس العمال وحدهم، بل يعكس خللًا أخلاقيًا واجتماعيًا يتطلب تدخلاً عاجلًا.
السكوت عن هذه الممارسات بمثابة تواطؤ غير مباشر. على الحكومة أن تتحرك بجدية لمحاسبة الشركات المتقاعسة، وعلى المجتمع المدني والصحافة تسليط الضوء على هذه الانتهاكات. كما يمكن للمواطنين دعم العمال عبر حملات تضامنية والمطالبة بحقوقهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
العيد ليس مجرد احتفال، بل هو مقياس لمدى إنسانيتنا وتضامننا كمجتمع. تجاهل معاناة عمال النظافة بسلا هو وصمة عار على جبين الجميع—حكومة، شركات، ومجتمع مدني. آن الأوان لرفع الصوت عاليًا، للمطالبة بالعدل والكرامة لمن يعملون بلا كلل ليبقى عيدنا نظيفًا.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك