مجدي يعقوب..رائد جراحة القلب الذي صنع أملاً جديداً بلمسة إنسانية

أنتلجنسيا المغرب:أبو فراس

في عالم الطب، يتصدر البروفسور المصري السير مجدي يعقوب قائمة الأسماء البارزة الذين حولوا المستحيل إلى ممكن.

فمن قرى مصر إلى أشهر مستشفيات العالم، حيث رسم هذا الجراح الأسطوري مسارًا استثنائيًا في مجال جراحة القلب.

بإبداعه الذي لا يعرف الحدود، تمكن من ابتكار صمامات قلبية طبيعية، ليُحدث ثورة علمية تُحيي الأمل في قلوب الملايين.

النشأة والطموح

وُلد مجدي يعقوب عام 1935 في بلدة بلبيس بمحافظة الشرقية بمصر. كانت رؤيته تتبلور منذ صغره عندما شاهد وفاة خالته بسبب مرض القلب. زرعت هذه المأساة في نفسه شغفًا لإنقاذ المرضى وتخفيف معاناتهم. درس الطب في جامعة القاهرة، ثم انتقل إلى بريطانيا حيث بدأت رحلته في عالم جراحة القلب.

إنجازاته العلمية: اختراع الصمامات الطبيعية للقلب

يُعتبر ابتكار الصمامات القلبية الطبيعية من أعظم إنجازات مجدي يعقوب. طوّر هذه الصمامات باستخدام أنسجة طبيعية تتكيف مع جسم الإنسان، ما يقلل من الحاجة إلى الأدوية المضادة للتجلط ويحسن حياة المرضى بشكل جذري. ساعد هذا الاختراع على تحسين جودة حياة ملايين الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صمامات القلب، خاصة الأطفال الذين كانوا يواجهون خيارات محدودة للعلاج.

جهوده الإنسانية: مؤسسة "سلاسل الأمل"

لا تقتصر إسهامات يعقوب على الجانب العلمي فقط، بل تمتد إلى الإنسانية. أسس مؤسسة "سلاسل الأمل" لعلاج الأطفال المصابين بأمراض القلب مجانًا في الدول النامية. كما أنشأ مركز مجدي يعقوب للقلب بأسوان، الذي يُعد من أبرز المراكز الطبية في الشرق الأوسط، ويوفر علاجات متقدمة لمرضى القلب دون أي مقابل.

جوائز وتكريمات

نال السير مجدي يعقوب العديد من الجوائز والأوسمة، منها لقب فارس من ملكة بريطانيا، وجائزة الإنجاز المتميز من الجمعية الأمريكية لجراحة القلب. في عام 2020، منحته الإمارات "جائزة زايد للأخوة الإنسانية" تقديرًا لجهوده العلمية والإنسانية.

رؤية نحو المستقبل

رغم عمره الذي تجاوز الثمانين، لا يزال مجدي يعقوب مصدر إلهام للجيل الجديد من الأطباء والعلماء. يركز حاليًا على تدريب الكوادر الطبية الشابة وتطوير أبحاث جديدة في مجال الطب التجديدي، بهدف الوصول إلى علاجات مستدامة لأمراض القلب.

 رمز للعطاء اللامحدود

السير مجدي يعقوب ليس مجرد جراح قلب، بل رمز للإنسانية والعطاء. أضاء طريق الأمل لملايين المرضى، وأثبت أن العلم يمكن أن يتجاوز حدود المختبرات ليصبح رسالة إنسانية تعبر القارات. إنه حقًا أسطورة حية تستحق كل التقدير.