أنتلجنسيا المغرب:ياسر اروين
يشهد المغرب، تحديات أمنية متزايدة في مواجهة تحركات مرتزقة جبهة البوليساريو، المدعومة سياسياً وعسكرياً من قبل النظام العسكري الجزائري.
هذه التحديات لا تتعلق فقط بالدفاع عن سيادة المملكة ووحدتها الترابية، بل تتجاوز ذلك لتشكل تهديداً للاستقرار الإقليمي برمته.
فالمنطقة تعيش على وقع تصعيد مستمر تغذيه سياسات عدائية للنظام الجزائري الذي يسعى إلى استغلال البوليساريو كأداة لزعزعة أمن المغرب وخلق حالة من الفوضى في المنطقة.
دعم جزائري وتحركات عدائية: مناورات تستهدف استقرار المغرب
النظام الجزائري، الذي يعيش أزمة سياسية واقتصادية خانقة، اختار البوليساريو كورقة ضغط ضد المغرب.
الدعم العسكري: تُزوّد الجزائر البوليساريو بالسلاح والعتاد، مع توفير مراكز تدريب داخل الأراضي الجزائرية.
الدعم الدبلوماسي: تستغل الجزائر إمكانياتها الدبلوماسية لترويج أطروحة الانفصال، رغم التراجع الدولي في الاعتراف بمزاعم البوليساريو.
التصعيد العسكري: يشهد الجدار الأمني في الأقاليم الجنوبية المغربية محاولات اختراق متكررة من طرف ميليشيات البوليساريو، ما يفرض على القوات المسلحة الملكية حالة تأهب مستمرة.
تداعيات أمنية على المغرب والمنطقة
تحركات البوليساريو المدعومة من الجزائر تُلقي بظلالها على أمن واستقرار المنطقة ككل:
تهديدات الإرهاب: ارتباط البوليساريو بجماعات متطرفة في منطقة الساحل والصحراء يفتح المجال لتنامي الإرهاب والاتجار بالبشر والمخدرات.
زعزعة استقرار الحدود: الاستفزازات العسكرية على طول الجدار الأمني تهدد الأمن الحدودي للمغرب وتجبره على زيادة الإنفاق العسكري.
تأثير على الأمن الإقليمي: منطقة الساحل والصحراء أصبحت بؤرة للتوتر بفعل التدخل الجزائري، مما يهدد المصالح الأمنية للدول المجاورة وأوروبا.
استراتيجية المغرب: الحزم والدبلوماسية الذكية
رغم التحديات، يواصل المغرب التعامل بحزم على المستويين الأمني والدبلوماسي:
1. حسم عسكري: القوات المسلحة الملكية تعتمد على الجدار الأمني كخط دفاع قوي، مع تفعيل الردع ضد أي محاولة اختراق.
2. سياسة الاعتراف الدولي: تمكن المغرب من كسب دعم دولي متزايد لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء، ما عزّز من شرعية موقفه.
3. شراكات استراتيجية: يوطّد المغرب تعاونه الأمني مع دول كبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا، لمواجهة تهديدات الإرهاب والجريمة المنظمة.
النظام الجزائري: أزمات داخلية تدفع نحو التصعيد
النظام العسكري الجزائري يعاني من فقدان الشرعية داخلياً بفعل الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وفي محاولة لتصدير أزماته إلى الخارج، يختار التصعيد ضد المغرب عبر دعم البوليساريو.
انفصال عن الواقع الدولي: بينما يحقق المغرب انتصارات دبلوماسية، يصر النظام الجزائري على الاستمرار في دعم البوليساريو، مما يعزل الجزائر دولياً.
توظيف الإعلام والدعاية: يعتمد النظام الجزائري على آلة إعلامية ضخمة لتشويه صورة المغرب وترويج مغالطات حول النزاع.
الأمن المغربي في قلب معركة إقليمية
في ظل تصاعد التهديدات من طرف البوليساريو والدعم المستمر من النظام الجزائري، يظل المغرب صامداً بفضل استراتيجية أمنية محكمة ودبلوماسية ذكية. ومع ذلك، يبقى الحفاظ على استقرار المنطقة والإقليم رهيناً بتعاون دولي أكبر لكبح طموحات الجزائر العدائية ووضع حد لتحركات مرتزقة البوليساريو التي تهدد أمن شمال إفريقيا والساحل.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك