كاتب يهودي يتخلى عن جنسيته الإسرائيلية احتجاجًا على "الإبادة الجماعية" في غزة

كاتب يهودي يتخلى عن جنسيته الإسرائيلية احتجاجًا على "الإبادة الجماعية" في غزة
بانوراما / الأربعاء 01 يناير 2025 14:21:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أبو فراس

في خطوة جريئة ومثيرة للجدل، أعلن الكاتب اليهودي المقيم في الولايات المتحدة، "آفي شتاينبرغ"(Avi Steinberg) ، تخليه رسميًا عن جنسيته الإسرائيلية، معبرًا عن احتجاجه على ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.

وفي مقال رأي نُشر له على منصة "Truthout"، أوضح شتاينبرغ أن الجنسية الإسرائيلية كانت دائمًا أداة للإبادة الجماعية، مؤكدًا: "لذلك تخليت عن جنسيتي".

وأشار شتاينبرغ إلى أن إعلان إسرائيل الاستقلال بالمساواة عام 1948 كان مجرد أداة للحصول على الشرعية الدولية، مضيفًا أن إسرائيل اعتمدت منذ نشأتها على تطبيع القوانين القائمة على التفوق العرقي لتعزيز نظام عسكري هدفه الاستعماري الواضح هو القضاء على فلسطين.

وأضاف أن العدوان الذي تنفذه إسرائيل حاليًا على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 هو استمرار لهذا الهدف الاستعماري، واصفًا إياه بأنه "حملة إبادة جماعية لطمس شعب فلسطين الأصلي".

وتابع شتاينبرغ: "يجب تمزيق تلك الأوراق الزائفة (الجنسية) ووقف السرديات التي تجعل هذه الكيانات من القمع والظلم تبدو شرعية أو، لا سمح الله، حتمية".

وأوضح أنه تخلى عن الجنسية الإسرائيلية بينما كان الفلسطينيون لا يزالون يحصون جثث الضحايا، أو في كثير من الحالات، يجمعون ما تبقى من أحبّتهم.

وُلد شتاينبرغ في القدس لوالدين أمريكيين هاجرا إلى إسرائيل بموجب "قانون العودة"، الذي يمنح الجنسية لأي شخص لديه والد أو جد يهودي.

في مقاله، انتقد قرار والديه بالانتقال إلى القدس المحتلة في حي قال إنه "جرى تطهيره عرقيًا قبل بضع سنوات فقط"، مضيفًا: "تمكنوا من أن يكونوا ليبراليين أمريكيين يعارضون غزو الولايات المتحدة لفيتنام، وفي الوقت نفسه مستوطنين مسلحين على أرض شعب آخر".

واستشهد شتاينبرغ بقرار إعلان دولة إسرائيل في عام 1948، وقال إن "إعلان الاستقلال بالمساواة عام 1948 كان مجرد أداة للحصول على الشرعية الدولية، وأن القوانين التي تلت ذلك كانت الوسائل التي استخدمتها إسرائيل لتحقيق هدفها الاستعماري".

وأضاف الكاتب اليهودي: "العدوان الذي ترتكبه إسرائيل حاليًا على غزة هو استمرار للهدف الاستعماري" الذي وصفه بأنه "حملة إبادة جماعية لطمس شعب فلسطين الأصلي".

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي هجومًا على قطاع غزة، خلف أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمُسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

تواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

خطوة شتاينبرغ أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط الثقافية والسياسية، حيث اعتبرها البعض تعبيرًا شجاعًا عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، بينما رآها آخرون خيانة للدولة الإسرائيلية.

في ظل استمرار الصراع وتصاعد التوترات، تبقى قضية الهوية والمواطنة موضوعًا حساسًا ومعقدًا، حيث تتداخل المشاعر الوطنية مع القيم الإنسانية، مما يدفع بعض الأفراد إلى اتخاذ مواقف جذرية تعكس احتجاجهم على السياسات الحكومية التي يرونها ظالمة أو غير أخلاقية.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك