"المرزوقي" يُفجّرها:النظام الجزائري مذعور من انتصار الثورة السورية ومقبل على سنوات عصيبة

"المرزوقي" يُفجّرها:النظام الجزائري مذعور من انتصار الثورة السورية ومقبل على سنوات عصيبة
دولية / السبت 01 فبراير 2025 19:00:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أبو جاسر

في ندوة فكرية، نظّمها المركز المغاربي للبحوث والتنمية في لندن، بحر الأسبوع الجاري، حمل الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي، النظام الجزائري مسؤولية تخريب الثورات العربية ومحاولة وأد الحراك الشعبي في بلاده، مؤكداً أن انتصار الثورة السورية سيكون بمثابة زلزال سياسي يرعب الأنظمة الاستبدادية، وعلى رأسها النظام العسكري الجزائري.

خلال النقاش، واجه المرزوقي سؤالاً حول دوافع النظام الجزائري في التوجّس من نجاح الثورة السورية، وتصعيده للقمع ضد المواطنين الجزائريين بعد سقوط بشار الأسد. لم يتردد في تقديم إجابة حادة ومباشرة، إذ قال إن "الخوف الأكبر للنظام الجزائري هو امتداد شرارة الثورات، وقد بذل كل ما في وسعه لتدمير الثورة التونسية، ونجح في ذلك بشكل مذهل."

لم يكتفِ المرزوقي بهذا التصريح، بل كشف عن معلومات مثيرة، مؤكداً أن العديد من العمليات الإرهابية التي استهدفت تونس كانت تنطلق من الجزائر، مضيفًا أن "الحراك الشعبي الجزائري الذي اندلع لاحقًا لم يكن سوى امتداد طبيعي لموجة الثورات العربية، ما جعل النظام في الجزائر يستشعر خطراً وجودياً."

وبنبرة لا تخلو من التحدي، أوضح المرزوقي أن الأنظمة الاستبدادية، بما فيها النظام الجزائري، اعتقدت أن الثورات العربية قد انتهت ودفنت، إلا أن الأحداث الأخيرة برهنت على عكس ذلك. فقد رأى أن نجاح الثورة السورية في عام 2025 سيكون له تأثير كبير، وسيلهم الشعوب التي أصابها الإحباط واليأس، مما سيعيد إحياء طموحات التغيير ويدفع المواطنين إلى استعادة زمام المبادرة.

في تحليله للمشهد السياسي المستقبلي، توقّع المرزوقي أن السنوات المقبلة ستكون عسيرة على الأنظمة القمعية التي قامت على استغلال الشعوب ونهب الثروات، مشيرًا بشكل خاص إلى النظام الجزائري، الذي اعتبره مقبلاً على مرحلة صعبة من الاضطرابات والتحديات الداخلية، نتيجة سياساته القمعية وغيابه عن منطق الإصلاح الحقيقي.

هذه التصريحات تأتي في سياق تاريخي حافل بالتوتر بين المرزوقي والنظام الجزائري، إذ لم يتردد الرئيس التونسي الأسبق في أكثر من مناسبة في توجيه انتقادات لاذعة للسلطات الجزائرية، محملاً إياها مسؤولية إفشال مشروع الاتحاد المغاربي ودعمها لجبهة البوليساريو، كما اتهمها بارتكاب أخطاء تاريخية فادحة أساءت إلى الشعب الجزائري والأمة ككل.

الندوة لم تكن مجرد جلسة تحليل سياسي، بل كانت بمثابة رسالة تحذير للنظام الجزائري، مفادها أن قمع الحريات ووأد المطالب الشعبية لن يكون استراتيجية ناجحة على المدى الطويل، وأن سقوط بشار الأسد قد يكون بداية لتحولات جذرية في المنطقة، ستكون الجزائر من أكثر الدول المتأثرة بها. فهل تستعد السلطة الجزائرية لمواجهة هذه التغيرات أم أنها ستواصل سياسة الهروب إلى الأمام حتى تصل إلى نقطة اللاعودة؟

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك