أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/إيطاليا
يشهد قطاع تربية النحل في المغرب أزمة
صامتة، تتفاقم مع توسع تغطية شبكات الاتصالات الحديثة، خصوصًا تقنية الجيل الخامس
"5
"G.
إذ كشفت تجارب ميدانية لعدد من مربي
النحل أن الموجات المنبعثة من لواقط الهواتف المحمولة تؤثر بشكل مباشر على توازن
النحل وقدرته على العودة إلى خليته، مما يؤدي إلى اضطراب كارثي في سلوك المستعمرات.
ويؤكد مربو النحل أن هذه الموجات تعطل
نظام التوجيه الطبيعي للنحل، مما يجعله تائهًا غير قادر على العودة إلى خليته
الأصلية، فيتسلل إلى صناديق أخرى، ما يتسبب في ظاهرة تعرف بـ"البياج"،
حيث تختلط مجموعات النحل وتدخل في مواجهات شرسة قد تنتهي بإبادة كاملة لـ "
زريبة النحل "
.
هذه الظاهرة تؤدي إلى انهيار أسراب
كاملة من النحل، إذ تفقد المستعمرات انسجامها الداخلي، وتبدأ في شن حروب قاتلة
داخل خلاياها، مما يهدد الإنتاجية ويضع مربّي النحل أمام خسائر فادحة، وتزداد
خطورة الوضع مع التوسع المتسارع لتغطية شبكات الاتصالات دون أي دراسة مسبقة
لتأثيراتها على البيئة.
ورغم تزايد شكاوى المهنيين، تواصل
وزارة الفلاحة صمتها المطبق، إذ لم يتم اتخاذ أي إجراء واضح لحماية النحل، ولا حتى
فتح نقاش علمي جاد حول هذه المشكلة المتنامية، التي باتت تهدد إحدى الركائز
الأساسية للمنظومة البيئية والفلاحية في المغرب.
ويعتبر النحل عنصرًا أساسيًا في
التوازن البيئي، حيث يساهم في تلقيح المحاصيل الزراعية، مما ينعكس إيجابيًا على
الإنتاج الفلاحي، لكن استمرار موجات الاتصالات القوية دون رقابة أو حلول بديلة،
يجعل مستقبل تربية النحل مهددًا، مما قد يؤثر على الأمن الغذائي بشكل غير مباشر.
ورغم الجهود الفردية التي يقوم بها
بعض مربي النحل لحماية خلاياهم، كإبعادها عن أبراج الاتصالات أو تغطيتها بمواد
عازلة، إلا أن هذه الحلول تظل غير كافية، إذ إن الموجات الكهرومغناطيسية تمتد على
مساحات شاسعة ولا يمكن تفادي تأثيرها بالكامل.
ويطالب المهنيون بضرورة تدخل الجهات
الوصية بشكل عاجل لدراسة آثار هذه التقنيات الحديثة على النحل، والعمل على إيجاد
حلول تكنولوجية تقلل من حدة تأثيرها، مثل توجيه أبراج الاتصالات بعيدًا عن المناطق
الفلاحية أو اعتماد ترددات أقل ضررًا.
كما يدعو الخبراء إلى ضرورة خلق شراكة
بين وزارة الفلاحة والباحثين في مجال البيئة والتكنولوجيا، لإجراء دراسات معمقة
حول العلاقة بين موجات الاتصالات الحديثة وانهيار مستعمرات النحل، بهدف التوصل إلى
حلول تحافظ على التوازن البيئي والاقتصادي في آن واحد.
وفي غياب تحرك جدي من طرف السلطات،
يبقى مربو النحل وحدهم في مواجهة هذه الموجات غير المرئية، التي تهدد مصدر رزقهم ومستقبل
نشاطهم الفلاحي، مما يطرح تساؤلات حول مدى اهتمام الدولة بحماية هذه الثروة
البيئية الهشة.
إن استمرار هذا التجاهل قد يؤدي إلى
نتائج كارثية، ليس فقط على قطاع تربية النحل، بل على الفلاحة الوطنية بأكملها، مما
يستوجب دق ناقوس الخطر قبل فوات الأوان، وفتح نقاش وطني حول هذه القضية التي قد
تتحول إلى أزمة حقيقية في المستقبل القريب.
تأثير شبكات الاتصالات الحديثة على النحل: بين الحقائق العلمية والمخاوف المطروحة 1. الدراسات العلمية لم تحسم الأمر بعد حتى الآن، لم يصل العلماء إلى إجماع قاطع يثبت أن موجات الجيل الخامس لها تأثير مباشر وكبير على تربية النحل. بعض الدراسات أشارت إلى احتمال تأثير الحقول الكهرومغناطيسية على توجيه النحل، لكن هذه التأثيرات تبقى محدودة وغير كافية لتفسير ظواهر مثل "البياج" (الهجر الجزئي أو الكلي للخلايا). هذا الأخير يرتبط عادةً بعوامل مثل نقص الغذاء، والاكتظاظ بعدد كبير من الخلايا في مساحة محدودة، وسوء الإدارة النحلية. أما الانهيار الجماعي للطوائف، فهو ظاهرة معقدة تتداخل فيها عدة عوامل تستوجب دراسة علمية معمقة. 2. عوامل أخرى تهدد النحل بدل التركيز على شبكات الاتصالات كمتهم رئيسي، هناك تهديدات موثقة علميًا تؤثر بشكل مباشر على صحة النحل، وأهمها: المبيدات الحشرية، خصوصًا التي تحتوي على "نيونيكوتينويدات": أثبتت دراسات متعددة أنها تؤثر على الجهاز العصبي للنحل، مما يضعف قدرته على الملاحة والتعلم، ويؤدي في بعض الحالات إلى فقدان الطوائف. الأمراض والطفيليات، مثل "الفاروا": يشكل "الفاروا" أحد أخطر أعداء النحل، حيث يضعف الطوائف ويسهل إصابتها بأمراض فيروسية أخرى، مما قد يؤدي إلى انهيارها. التغيرات المناخية والجفاف: تلعب هذه العوامل دورًا كبيرًا في تقليل وفرة الأزهار، وبالتالي نقص الغذاء الطبيعي للنحل، مما يضعف الطوائف ويؤثر على إنتاج العسل. 3. أهمية البحث العلمي المتخصص إذا كان هناك نحالون في المغرب أو في أي منطقة أخرى يشتكون من تأثير أبراج الاتصالات على النحل، فإن ذلك يستدعي إجراء دراسات ميدانية متخصصة بدلًا من الاعتماد على تقارير غير مؤكدة أو نظريات غير مثبتة. المطلوب هو تجارب علمية دقيقة بمشاركة النحالين والباحثين في مجالات البيئة والتكنولوجيا، وذلك لتحليل مدى تأثير هذه الموجات على سلوك النحل وصحته. 4. الحلول يجب أن تكون مبنية على أسس علمية لا ينبغي تجاهل مخاوف النحالين، لكن الحلول يجب أن تستند إلى أبحاث موثوقة وليس إلى افتراضات غير مؤكدة. في حال ثبت تأثير أبراج الاتصالات، يمكن دراسة حلول مثل: تغيير أماكن الأبراج بعيدًا عن المناحل الحساسة. استخدام تقنيات تقلل من الإشعاعات الكهرومغناطيسية. توفير بيئات طبيعية غنية بالأزهار لدعم النحل وتعزيز مناعته ضد أي تأثيرات خارجية. الخلاصة القضية تستحق البحث، ولكن لا يمكن تحميل شبكات الجيل الخامس وحدها مسؤولية مشاكل تربية النحل دون أدلة علمية قاطعة. هناك تهديدات أكثر وضوحًا وأشد خطرًا على صحة النحل، مثل المبيدات، والطفيليات، والتغيرات المناخية، والتي ينبغي أن تكون محور الاهتمام والبحث في الوقت الحالي.
تأثير شبكات الاتصالات الحديثة على النحل: بين الحقائق العلمية والمخاوف المطروحة 1. الدراسات العلمية لم تحسم الأمر بعد حتى الآن، لم يصل العلماء إلى إجماع قاطع يثبت أن موجات الجيل الخامس لها تأثير مباشر وكبير على تربية النحل. بعض الدراسات أشارت إلى احتمال تأثير الحقول الكهرومغناطيسية على توجيه النحل، لكن هذه التأثيرات تبقى محدودة وغير كافية لتفسير ظواهر مثل "البياج" (الهجر الجزئي أو الكلي للخلايا). هذا الأخير يرتبط عادةً بعوامل مثل نقص الغذاء، والاكتظاظ بعدد كبير من الخلايا في مساحة محدودة، وسوء الإدارة النحلية. أما الانهيار الجماعي للطوائف، فهو ظاهرة معقدة تتداخل فيها عدة عوامل تستوجب دراسة علمية معمقة. 2. عوامل أخرى تهدد النحل بدل التركيز على شبكات الاتصالات كمتهم رئيسي، هناك تهديدات موثقة علميًا تؤثر بشكل مباشر على صحة النحل، وأهمها: المبيدات الحشرية، خصوصًا التي تحتوي على "نيونيكوتينويدات": أثبتت دراسات متعددة أنها تؤثر على الجهاز العصبي للنحل، مما يضعف قدرته على الملاحة والتعلم، ويؤدي في بعض الحالات إلى فقدان الطوائف. الأمراض والطفيليات، مثل "الفاروا": يشكل "الفاروا" أحد أخطر أعداء النحل، حيث يضعف الطوائف ويسهل إصابتها بأمراض فيروسية أخرى، مما قد يؤدي إلى انهيارها. التغيرات المناخية والجفاف: تلعب هذه العوامل دورًا كبيرًا في تقليل وفرة الأزهار، وبالتالي نقص الغذاء الطبيعي للنحل، مما يضعف الطوائف ويؤثر على إنتاج العسل. 3. أهمية البحث العلمي المتخصص إذا كان هناك نحالون في المغرب أو في أي منطقة أخرى يشتكون من تأثير أبراج الاتصالات على النحل، فإن ذلك يستدعي إجراء دراسات ميدانية متخصصة بدلًا من الاعتماد على تقارير غير مؤكدة أو نظريات غير مثبتة. المطلوب هو تجارب علمية دقيقة بمشاركة النحالين والباحثين في مجالات البيئة والتكنولوجيا، وذلك لتحليل مدى تأثير هذه الموجات على سلوك النحل وصحته. 4. الحلول يجب أن تكون مبنية على أسس علمية لا ينبغي تجاهل مخاوف النحالين، لكن الحلول يجب أن تستند إلى أبحاث موثوقة وليس إلى افتراضات غير مؤكدة. في حال ثبت تأثير أبراج الاتصالات، يمكن دراسة حلول مثل: تغيير أماكن الأبراج بعيدًا عن المناحل الحساسة. استخدام تقنيات تقلل من الإشعاعات الكهرومغناطيسية. توفير بيئات طبيعية غنية بالأزهار لدعم النحل وتعزيز مناعته ضد أي تأثيرات خارجية. الخلاصة القضية تستحق البحث، ولكن لا يمكن تحميل شبكات الجيل الخامس وحدها مسؤولية مشاكل تربية النحل دون أدلة علمية قاطعة. هناك تهديدات أكثر وضوحًا وأشد خطرًا على صحة النحل، مثل المبيدات، والطفيليات، والتغيرات المناخية، والتي ينبغي أن تكون محور الاهتمام والبحث في الوقت الحالي.