أنتلجنسيا المغرب:أبو فراس
يستقبل المغاربة السنة الأمازيغية 2975، بمزيج من الاحتفالات التراثية والآمال المستقبلية، حيث يرمز هذا الحدث إلى الاعتزاز بالهوية الأمازيغية الممتدة عبر قرون.
ورغم اتخاذ الحكومة المغربية خطوة تاريخية بإعلان رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية، لا تزال الأصوات ترتفع للمطالبة بتكريس أكبر للمكانة الرمزية لهذه المناسبة.
السنة الأمازيغية: جذور تاريخية واحتفال شعبي
السنة الأمازيغية، التي توافق 13 يناير من كل عام ميلادي، تمتد جذورها إلى التاريخ الزراعي للأمازيغ، إذ ارتبطت بالاحتفاء بالموسم الزراعي الجديد. وتعتبر هذه المناسبة فرصة للتذكير بتراث غني يحتفي بالطبيعة والأرض.
في القرى والمدن، تنظم الأسر المغربية احتفالات تقليدية تبدأ بتحضير أطباق خاصة مثل "تاكلا" (العصيدة) و"بركوكس"، وتزيين المنازل بالألوان الزاهية، وإقامة حلقات فنية ورقصات شعبية تعكس روح التراث الأمازيغي.
إعلان رسمي طال انتظاره
في خطوة تاريخية، قررت الحكومة المغربية إدراج رأس السنة الأمازيغية كعطلة رسمية مؤدى عنها، استجابة لتطلعات الشعب المغربي ومطالب الحركة الأمازيغية. ويعد هذا القرار، الذي جاء بعد ترسيم اللغة الأمازيغية دستورياً في عام 2011، تعزيزاً لسياسات الاعتراف بالهوية الأمازيغية كمكون أساسي في الهوية الوطنية.
احتفالات رسمية وشعبية
في الرباط والمدن الكبرى، تُنظم مهرجانات ثقافية وفنية تعكس التراث الأمازيغي، بمشاركة فرق موسيقية مشهورة مثل مجموعة "إزنزارن" و"تاكادوم"، إلى جانب معارض للحرف اليدوية والمنتجات التقليدية.
كما استغلت المؤسسات التربوية الفرصة لتعريف الجيل الجديد بأهمية هذا اليوم، عبر تنظيم ورش عمل ومحاضرات حول التاريخ والثقافة الأمازيغية.
ردود فعل ومطالب جديدة
رغم الفرح العارم، يرى العديد من النشطاء الأمازيغ أن الاعتراف الرسمي خطوة أولى يجب أن تليها تدابير إضافية، مثل إدراج اللغة الأمازيغية بشكل كامل في المناهج التعليمية والإدارة العمومية، وتسريع وتيرة مأسستها.
في هذا السياق، صرّح أحمد عصيد، الكاتب والناشط الأمازيغي، قائلاً: "جعل السنة الأمازيغية عطلة رسمية يفتح الباب أمام مصالحة ثقافية عميقة، لكنه يتطلب رؤية شاملة لتعزيز المساواة اللغوية والثقافية".
السنة الأمازيغية والعالم
الاحتفال بالسنة الأمازيغية لا يقتصر على المغرب فقط، بل يمتد إلى مختلف بلدان شمال إفريقيا، كجزائر وتونس وليبيا. لكن الاعتراف الرسمي الذي أقدم عليه المغرب يضعه في طليعة الدول الساعية لتكريس هوية أمازيغية واضحة على الصعيد السياسي والثقافي.
إن جعل السنة الأمازيغية عطلة رسمية في المغرب يمثل إنجازاً كبيراً على طريق تحقيق الاعتراف الكامل بالتنوع الثقافي واللغوي. ومع ذلك، يبقى السؤال: هل ستتبع هذه الخطوة إصلاحات أعمق تعزز مكانة الأمازيغية في مختلف مناحي الحياة العامة؟ الأيام المقبلة ستكشف الإجابة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك