التوترات الخفية بين فرنسا والجزائر..صراع تحت الطاولة يهدد العلاقات الثنائية والأمن الإقليمي

التوترات الخفية بين فرنسا والجزائر..صراع تحت الطاولة يهدد العلاقات الثنائية والأمن الإقليمي
ديكريبتاج / الجمعة 10 يناير 2025 15:37:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:إدارة النشر

شهدت العلاقات بين فرنسا والجزائر، في الآونة الأخيرة، توترات متزايدة تجري في الخفاء، مما يثير تساؤلات حول مستقبل التعاون بين البلدين.

هذه التوترات ليست جديدة، بل هي امتداد لتاريخ معقد ومتشابك بين دولتين تربطهما علاقات تاريخية وثقافية عميقة.

خلفية تاريخية

منذ استقلال الجزائر عن فرنسا عام 1962، وسيطرة العسكر الجزائري على مقاليد الحكم، والتحكم في دواليب الدولة، شهدت العلاقات بين البلدين فترات من التقارب والتباعد. القضايا المرتبطة بالماضي الاستعماري، مثل الاعتراف بالجرائم الاستعمارية وتعويض الضحايا، كانت دائمًا مصدر توتر بين الحكومتين.

الأحداث الأخيرة وتأجيج الصراع

في الأشهر الأخيرة، تصاعدت التوترات بين البلدين على خلفية عدة أحداث:

قضية الكاتب بوعلام صنصال: أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول قضية الكاتب الجزائري بوعلام صنصال ردود فعل غاضبة في الجزائر، حيث اعتُبرت تلك التصريحات تدخلاً في الشؤون الداخلية وانتقاصًا من السيادة الوطنية.

منح جائزة غونكور لكمال داود: أدى منح الجائزة للكاتب الجزائري كمال داود إلى جدل واسع، حيث رأى البعض في الجزائر أن هذا التكريم يحمل دلالات سياسية ويعكس توجهات استعمارية جديدة.

الهجوم على المؤرخ نجيب سيدي موسى: تعرض المؤرخ الجزائري-الفرنسي نجيب سيدي موسى لهجوم عنصري بعد انتقاده لأفكار رجعية يروج لها بعض الكتاب الجزائريين المقيمين في فرنسا، مما زاد من حدة التوتر بين البلدين.

تحليل الأيديولوجيات المتصارعة

يرى بعض المحللين أن هذه التوترات تعكس صراعًا أيديولوجيًا بين نزعتين قوميتين تتغذيان على "ريع الذاكرة" المرتبط بالماضي الاستعماري. في فرنسا، تسعى بعض الأوساط الثقافية والسياسية إلى إعادة تأطير العلاقة مع الجزائر بطرق قد تُعتبر مستفزة. في المقابل، تستخدم السلطات الجزائرية هذه التوترات لتعزيز الوحدة الوطنية وتأكيد السيادة.

ردود الفعل الشعبية والرسمية

أثارت هذه التوترات ردود فعل واسعة في كلا البلدين:

في الجزائر: شهدت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي موجة من الانتقادات للتصريحات الفرنسية، مع دعوات لتعزيز الاستقلالية الثقافية والاقتصادية عن فرنسا.

في فرنسا: انقسمت الآراء بين من يدعو إلى مراجعة العلاقات مع الجزائر ومن يرى ضرورة الحفاظ على التعاون الثنائي وتجنب التصعيد.

آفاق المستقبل

في ظل هذه التوترات، يبقى السؤال حول مستقبل العلاقات بين فرنسا والجزائر مفتوحًا. هل ستتمكن الدولتان من تجاوز الخلافات وبناء شراكة قائمة على الاحترام المتبادل، أم أن الصراعات الخفية ستستمر في تقويض أي جهود للتقارب؟ الأسابيع والأشهر القادمة ستكون حاسمة في تحديد مسار هذه العلاقة المعقدة.

خلاصة القول، التوترات الحالية بين فرنسا والجزائر تسلط الضوء على تعقيدات العلاقة بين البلدين، حيث يتداخل التاريخ مع السياسة والثقافة..

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك