أنتلجنسيا المغرب:إدارة النشر
في تحذير صادم، أصدرت جامعة نوتنغهام البريطانية دراسة حديثة تسلط الضوء على المخاطر الصحية المرتبطة بالاستخدام المنتظم لمسكنات الباراسيتامول، التي تُعتبر واحدة من أكثر الأدوية شيوعًا في العالم. هذا العقار الذي يُستخدم لعلاج الصداع والآلام الخفيفة، ويوجد تقريبًا في كل بيت، ارتبط وفقًا للدراسة بمضاعفات خطيرة مثل قرحة المعدة، فشل القلب، ارتفاع ضغط الدم، وأمراض الكلى المزمنة.
نتائج مذهلة من دراسة شاملة
الدراسة، التي شملت أكثر من 180,000 شخص، ركزت على تأثير استخدام الباراسيتامول على كبار السن الذين تتجاوز أعمارهم 65 عامًا. النتائج كانت مثيرة للقلق؛ حيث أظهرت أن الاستخدام المنتظم لهذا الدواء يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية طويلة الأمد، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة.
رغم السمعة الآمنة التي يتمتع بها الباراسيتامول، أكد الباحثون أن تناول الدواء بشكل متكرر وبدون استشارة طبية يعرض المستخدمين لخطر الإصابة بأمراض مزمنة.
تفاصيل الدراسة وآلية البحث
قام الباحثون بتحليل بيانات شاملة من مصادر طبية متنوعة، بما في ذلك السجلات الصحية للمرضى والمقابلات الشخصية. وركزت الدراسة على الأفراد الذين يعتمدون على الباراسيتامول كجزء من علاجهم اليومي للآلام المزمنة. النتائج أظهرت أن:
قرحة المعدة: ارتفعت نسب الإصابة بقرحة المعدة بين مستخدمي الباراسيتامول بنسبة تجاوزت 30% مقارنة بغيرهم.
فشل القلب: زادت احتمالية فشل القلب بنسبة وصلت إلى 20%، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من أمراض قلبية سابقة.
ارتفاع ضغط الدم: تم رصد ارتفاع ملحوظ في ضغط الدم لدى مستخدمي الباراسيتامول بشكل مستمر.
أمراض الكلى المزمنة: تضاعفت احتمالية الإصابة بهذه الأمراض، ما يُبرز الحاجة إلى فحص وظائف الكلى بشكل دوري.
باراسيتامول:تاريخ طويل من الاعتماد والثقة
منذ اكتشافه في خمسينيات القرن الماضي، يُعتبر الباراسيتامول الدواء المفضل لعلاج الآلام الخفيفة إلى المتوسطة، وذلك بسبب تأثيراته الجانبية المحدودة مقارنة بمضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الأيبوبروفين. ومع ذلك، أظهرت الدراسة الحديثة أن هذه السمعة قد تكون مبالغًا فيها.
الدكتورة جينيفر وايت، الباحثة الرئيسية في الدراسة، صرحت قائلة: “نحن لا ندعو إلى حظر الباراسيتامول، ولكن يجب إعادة تقييم استخدامه بشكل مستمر، خاصة لدى الفئات الضعيفة مثل كبار السن.”
التوصيات:الحذر هو الأساس
الدراسة تنصح بعدة إجراءات لضمان الاستخدام الآمن للباراسيتامول:
التقليل من التناول المنتظم: لا يُنصح باستخدام الباراسيتامول بشكل يومي دون ضرورة ملحة.
استشارة الطبيب: يجب استشارة مختصي الرعاية الصحية قبل البدء في استخدام هذا الدواء لعلاج الآلام المزمنة.
الفحص الدوري: على المستخدمين إجراء فحوصات دورية لوظائف الكلى والقلب.
اللجوء إلى بدائل: يُفضل البحث عن بدائل طبيعية أو علاجية للسيطرة على الألم.
ردود الفعل العالمية
أثارت هذه الدراسة اهتمامًا عالميًا واسعًا، حيث أعربت جمعيات صحية ومنظمات أدوية عن قلقها إزاء النتائج. وطالبت بعض الجهات بإعادة النظر في الإرشادات المتعلقة باستخدام الباراسيتامول.
من جهة أخرى، شددت شركات الأدوية على أن الدواء آمن إذا تم استخدامه وفقًا للتوصيات الطبية. في هذا السياق، صرح متحدث باسم إحدى الشركات المصنعة: “سلامة المستهلكين هي أولويتنا، ونحن نلتزم بتوفير إرشادات واضحة لضمان الاستخدام الآمن لمنتجاتنا.”
ماذا يعني ذلك للمستهلكين؟
بالنسبة للكثيرين، يعتبر الباراسيتامول حلاً سريعًا وآمنًا للتخلص من الآلام اليومية. لكن النتائج الجديدة تدق ناقوس الخطر، داعية إلى وعي أكبر بمخاطر الاستخدام المفرط لهذا الدواء. مع تزايد النقاش حول هذا الموضوع، يبقى الأهم هو اتباع نصائح الأطباء وعدم الاعتماد المفرط على الأدوية دون مبرر طبي.
في النهاية، تُذكّرنا هذه الدراسة بأن الحلول السريعة قد تحمل في طياتها مخاطر طويلة الأمد، وأن الوقاية دائمًا أفضل من العلاج.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك