المحكمة تفرج عن أبناء "المرفحين" المتهمين باغتصاب محامية

أنتلجنسيا المغرب: أبو ملاك

شهد ملف اتهام أبناء رجال أعمال نافذين باغتصاب محامية فرنسية تطورات متسارعة قلبت مجرى القضية رأسا على عقب، بعد قرار مفاجئ لقاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء بتمتيع المتهمين الأربعة بالسراح المؤقت، إثر تنازل مكتوب قدمته الضحية المفترضة، تُبرئ فيه المتابعين من كل التهم الثقيلة التي طاردتهم لأشهر داخل أسوار سجن "عكاشة" .

مصادر مطلعة كشفت أن النيابة العامة اقتنعت بوجاهة التنازل الذي تقدمت به الفرنسية، والذي عززته تصريحات مباشرة أمام قاضي التحقيق، ما دفع إلى الإفراج عن المتهمين، بعد أن قضوا قرابة خمسة أشهر رهن الاعتقال بتهم خطيرة شملت الاغتصاب والاحتجاز والعنف والتواطؤ.

 المفاجأة لم تتوقف عند هذا الحد، بل أضافت المصادر أن خطيب الضحية السابق، المحكوم بدوره في قضية أخرى، لعب دورا محوريا في تعقيد الملف من خلال تحريضها وتزويدها بمعلومات مضللة.

التحقيقات أظهرت أن القضية دخلت منعطفا جديدا عندما واجهت المحامية الفرنسية المتهمين مباشرة في جلسة طويلة الأسبوع الماضي، وأكدت خلالها أنهم لم يعتدوا عليها بل دافعوا عنها من اعتداء مزعوم كان سيقترفه خطيبها.

هذه المواجهة شكلت نقطة التحول التي زلزلت أسس الاتهام، ورسّخت قناعة لدى القاضي بأن الملف لم يعد يحتمل استمرار الاعتقال الاحتياطي.

المعطيات الجديدة كشفت أن الضحية، وبعد أن أعادت ترتيب المعطيات في ذهنها، توصلت إلى قناعة بتعرضها لخداع عاطفي ومعلوماتي من طرف خطيبها السابق ووالده، اللذين استغلا هشاشتها النفسية لتوجيه اتهامات ثقيلة لخصومهم. وهو ما أثار تساؤلات عميقة حول الخلفيات الحقيقية لهذا الملف، وحول مدى استغلال العلاقات الشخصية في توجيه الشكايات الجنائية بالمغرب.

مع هذه التطورات، يتجه الملف نحو مسار مغاير تماما لما بدأ عليه، ويُرتقب أن تعرف جلساته المقبلة زخما إعلاميا وقضائيا كبيرا، وسط تساؤلات متزايدة حول دور النفوذ، وأثره في إزاحة الستار عن الحقيقة.