أنتلجنسيا المغرب:مراكش
في ليلة شديدة البرودة، وفي ظل موجة الصقيع التي تجتاح المناطق الجبلية بإقليم الحوز، اندلع حريق مهول في خيمة أحد ضحايا زلزال الحوز، بدوار أسلدا التابع لجماعة آسني بأعالي الأطلس الكبير. الحادثة التي وقعت في الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين 20 يناير 2025 أسفرت عن وفاة رجل ستيني تفحمت جثته بالكامل، بعدما كان يقطن وحيدًا داخل خيمة نصبت له إثر الزلزال الذي دمر منزله وأودى بحياة أفراد أسرته.
مصادر محلية أفادت أن الحريق نشب حوالي الساعة الرابعة صباحًا، ولم تفلح تدخلات عناصر الوقاية المدنية في إنقاذ الضحية أو السيطرة على الحريق قبل أن يقضي تمامًا على الخيمة. جثة الرجل نقلت إلى مستودع الأموات بتعليمات من النيابة العامة، فيما فتحت فرق الدرك الملكي والسلطات المحلية تحقيقًا معمقًا لتحديد ملابسات الحادث وأسبابه، وسط ترجيحات بأن طرق التدفئة التقليدية قد تكون وراء الكارثة.
المأساة التي هزت سكان دوار أسلدا دفعت السلطات الترابية إلى تسريع عملية نقل الأسر التي اكتملت أشغال إعادة بناء مساكنها إلى منازلها الجديدة، تجنبًا لوقوع حوادث مشابهة في المستقبل. هذه الإجراءات الوقائية تأتي بعد تكرار مثل هذه الحوادث في خيام ضحايا الزلزال، إذ شهدت المنطقة خلال الشهر الماضي حريقًا مشابهًا بدوار العرب التابع لجماعة آسني، خلف خسائر مادية جسيمة بعد أن أتت النيران على مجموعة من الخيام البلاستيكية.
ورغم الجهود المبذولة من السلطات لإعادة الإعمار وتوفير مأوى دائم للمتضررين، فإن موجة البرد القارس التي تضرب المنطقة تدفع السكان، وخاصة القاطنين في الخيام، إلى اللجوء إلى وسائل تقليدية للتدفئة مثل الفحم أو الحطب، ما يزيد من مخاطر اندلاع الحرائق.
الحادثة المؤلمة تسلط الضوء مجددًا على الظروف القاسية التي يعيشها ضحايا الزلزال، خاصة في المناطق الجبلية النائية، وتطرح تساؤلات حول ضرورة تكثيف الجهود لتسريع وتيرة إعادة الإعمار وتوفير وسائل تدفئة آمنة للسكان. تظل هذه المأساة إنذارًا بضرورة تعزيز تدابير السلامة وتجنب وقوع المزيد من الكوارث في صفوف من يعيشون بين ركام الحطام وتحت أغطية الخيام.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك