البحارة ينتفضون ضد جشع الوسطاء ويطلقون مبادرة لإنقاذ جيوب المواطنين

أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/إيطاليا

في ظل الارتفاع غير المبرر لأسعار الأسماك، قرر عدد من البحارة أصحاب القوارب المتوسطة اتخاذ خطوة جريئة تهدف إلى تحقيق العدالة السعرية وضمان وصول الأسماك للمواطنين بأسعار معقولة، فبينما يُباع السردين بثلاثة دراهم فقط عند خروج القوارب من البحرأقصى تقدير، يجد المواطن نفسه مضطراً لدفع أضعاف هذا الثمن بسبب تحكم الوسطاء في السوق.

الوسطاء والمضاربون يشترون الأسماك بأثمان بخسة ثم يضاعفونها مرتين أو ثلاثاً قبل أن تصل إلى تجار التقسيط، مما يجعل أسعار المنتوجات البحرية غير متناسبة مع القدرة الشرائية للمواطن المغربي البسيط، وهكذا، تصبح أنواع مثل السردين والشرن و"كابيلا" حلماً بعيد المنال بالنسبة للأسر ذات الدخل المحدود، فما بالك بالفقراء، رغم أن المغرب يتمتع بواجهتين بحريتين غنيتين بالثروة السمكية.

أمام هذا الوضع المتأزم، يستعد البحارة لإنشاء تعاونيات تضمن بيع الأسماك مباشرة من البحر إلى المواطن، دون الحاجة إلى المرور عبر المضاربين، هذه المبادرة تهدف إلى كسر احتكار الوسطاء وإعادة التوازن للسوق، مما سيمكن المواطنين من الاستفادة من أسعار عادلة، كما سيضمن مداخيل أكثر إنصافاً للبحارة الذين يعانون بدورهم من الاستغلال.

ولإنجاح هذه الخطوة، بات من الضروري أن تتدخل الدولة لدعم هذه التعاونيات وتأمين مسار بيع مباشر للأسماك، وهو ما سيمكن خزينة الدولة من استرجاع الأرباح التي كانت تذهب إلى جيوب المضاربين بطرق ملتوية. 

فهل ستتحرك الجهات المعنية لحماية المستهلك وتعزيز دور الصيادين في السوق الوطنية؟ .