بقلم:الإعلامية نعيمة لحروري
يبدو أن المدعو رشيد نكاز لم يجد مكانا يلفظ فيه هرطقاته سوى أمام مسجد الكتبية.. وكأن أحدا في مراكش كان يترقب محاضرته التاريخية المشوّهة!!
هذا الرجل.. الذي ظل يتجول بين السجون الجزائرية والفرنسية.. قرر فجأة أن يهبط علينا كالمُنظّر العتيد ليعيد كتابة التاريخ والجغرافيا وفق رؤية تناسب "الكابرانات" الذين رموه في غياهب النسيان قبل أن يلتفت إليهم.. مستجديا عطفهم بأكاذيب رخيصة..
صاحبنا لم يكتف بالعبث بالتاريخ.. بل أخرج خريطته البائسة.. مبتورة كذاكرته.. ليحاول إقناع نفسه قبل غيره أن الصحراء المغربية ليست مغربية.. وكأن العالم لم يحسم أمره.. وكأن القرارات الأممية والدعم الدولي للحكم الذاتي في الصحراء لا وجود لها.. وكأن صدى المسيرة الخضراء لم يصل إلى أذنيه المثقلتين بالدعاية الرخيصة..!
ولأنه أراد لنفسه بطولة زائفة.. كان يأمل أن يزج به في السجن.. ليظهر لاحقا في فيديو متباكيا.. متحدثا عن "الاضطهاد".. مستجلبا تعاطف المنظمات الحقوقية التي تتقن الرقص على جثث الأكاذيب..!
لكن لسوء حظه لم يجد في المغرب "الكابرانات" الذين اعتادوا على كسر عظامه.. المغرب ليس دولة تصنع الأبطال من الأغبياء.. ولا يمنح الشهرة لمُرتزقة التصريحات المجانية..
وهكذا.. بعد ساعات من التحقيق.. سُمح له بحمل أمتعته البسيطة (وربما كرامته المبعثرة) والخروج ببطاقة سفر مجانية نحو فرنسا.. حيث يمكنه أن يستمر في بيع الوهم لمن يشتري..
لنفترض أن مغربيا قرر زيارة الجزائر.. وقف أمام قصر المرادية.. وصوّر فيديو يدعو فيه لاستقلال القبايل.. ماذا كان سيحدث له؟
هل كانت الشرطة الجزائرية ستكرمه بوجبة عشاء قبل أن تودّعه بابتسامة؟؟
أم أنه كان سيختفي في غياهب سجون الظل.. ليُبعث من جديد في أخبار النفي والإنكار؟؟
الحقيقة أن رشيد نكاز ليس سوى ورقة محروقة أُعيد تدويرها لمحاولة استفزاز المغرب.. في وقت لم يعد فيه أحد يكترث لمثل هذه المسرحيات الرخيصة..
أما المغرب.. فقد رد بأفضل طريقة: طرده كما يُطرد أي متطفل ثقيل الظل.. دون ضجة أو صخب..
تماما كما يستحق.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك