أنتلجنسيا المغرب:أبو فراس
في مشهد يعكس معاناة كبيرة وظروفًا صعبة، وجد مئات المعتمرين المغاربة أنفسهم عالقين بعد أداء مناسك العمرة، في ظل تأخر رحلات العودة وغياب التنسيق اللازم لضمان عودتهم إلى ديارهم بسلام.
وبينما تتعدد الروايات حول الأسباب الحقيقية لهذه الأزمة، يتساءل كثيرون: هل الأمر مجرد سوء تدبير إداري، أم أن هناك شبهات نصب واحتيال تلاحق بعض وكالات الأسفار؟
رحلة إيمانية تتحول إلى معاناة
لطالما شكلت العمرة حلمًا روحانيًا للمسلمين، إلا أن هذا الحلم تحول إلى كابوس مرير بالنسبة للمعتمرين المغاربة الذين وجدوا أنفسهم عالقين في المطارات السعودية لساعات وأحيانًا لأيام، وسط ظروف غير إنسانية وغياب أي دعم من الجهات المعنية.
العديد منهم اضطروا إلى المبيت في قاعات الانتظار بالمطارات، بينما نفدت أموال البعض الآخر، ما جعلهم يعيشون في حالة قلق وتوتر مستمر.
وكالات الأسفار في قفص الاتهام
يشير العديد من المعتمرين إلى أن السبب الرئيسي في هذه الأزمة يعود إلى تلاعب بعض وكالات الأسفار، التي لم تلتزم بتوفير حجوزات مؤكدة لرحلات العودة، أو التي بالغت في استقطاب عدد كبير من المعتمرين دون توفير الترتيبات اللوجستية الكافية لاستيعابهم.
بعض الوكالات تورطت في بيع وعود كاذبة، حيث اكتشف المعتمرون عند انتهاء العمرة أن تذاكر عودتهم غير محجوزة أو تم إلغاؤها.
ردود فعل رسمية وتأخر في التدخل
أمام تفاقم الأزمة، بدأت بعض الجهات الرسمية المغربية في التحرك لحل المشكل، حيث تم فتح تحقيقات لمعرفة الملابسات الحقيقية لما جرى.
كما تم التواصل مع السلطات السعودية لمحاولة تسهيل إجراءات العودة. غير أن هذه التحركات جاءت متأخرة، بعد أن تكبد المعتمرون عناءً كبيرًا، ما أثار موجة غضب عارمة في أوساطهم وأوساط عائلاتهم التي ظلت تترقب عودتهم بقلق.
شهادات مؤلمة:معاناة في أرض الحرمين
يؤكد العديد من المعتمرين أن تجربتهم هذه السنة كانت كارثية، حيث اضطر بعضهم إلى دفع مبالغ إضافية للحصول على تذاكر جديدة، في حين تعرض آخرون للاستغلال من طرف سماسرة استغلوا الوضع لبيع التذاكر بأسعار مضاعفة.
كما اشتكى البعض من غياب أي دعم أو إرشاد من قبل وكالات الأسفار التي كانت مسؤولة عن تنظيم رحلاتهم.
دروس مستفادة وإجراءات منتظرة
بعد هذه الأزمة، أصبح من الضروري مراجعة طرق تنظيم رحلات العمرة، ووضع ضوابط أكثر صرامة على وكالات الأسفار لضمان احترام التزاماتها تجاه المعتمرين. من بين الحلول المطروحة:
فرض نظام تأمين لضمان حقوق المعتمرين في حال حدوث تأخيرات أو إلغاءات غير متوقعة.
تشديد الرقابة على الوكالات السياحية وإلزامها بتقديم ضمانات مالية وإدارية كافية.
تعزيز دور السلطات القنصلية في الخارج لضمان تدخل سريع في مثل هذه الأزمات.
أزمة تتطلب محاسبة المسؤولين
ما حدث لمئات المعتمرين المغاربة هذه السنة ليس مجرد حادث عرضي، بل هو نتيجة لسوء تدبير واضح، وربما حتى تلاعب متعمد من بعض الجهات.
لذلك، من الضروري إجراء تحقيق شامل لمحاسبة المتسببين، واتخاذ إجراءات وقائية تمنع تكرار مثل هذه المأساة في المستقبل.
فالمعتمرون الذين يسافرون بدافع إيماني لا يجب أن يجدوا أنفسهم في مواجهة استغلال تجاري أو سوء تدبير يحوّل رحلتهم إلى معاناة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك