أنتلجنسيا المغرب:إدارة النشر
في بلاغ رسمي صادر عن القصر الملكي، أعلن أن العاهل المغربي الملك محمد السادس، الذي خضع مؤخرًا لعملية جراحية على مستوى الكتف، سيقيم حفل ليلة القدر كما جرت العادة، غير أن هذه السنة سيؤدي الصلاة جالسًا مراعاة لحالته الصحية.
هذا الإعلان جاء ليؤكد حرص الملك على مواصلة أداء شعائره الدينية رغم التحديات الصحية، حيث يُعرف الملك محمد السادس بتشبثه بالعادات والتقاليد الدينية، خاصة في المناسبات الروحية الكبرى كليلة القدر، التي تحظى بمكانة خاصة في وجدان المغاربة.
تفاصيل العملية الجراحية
خضع الملك محمد السادس لعملية جراحية دقيقة على مستوى الكتف خلال الفترة الأخيرة، وهي العملية التي جاءت نتيجة مضاعفات إصابة سابقة. وأكد الطاقم الطبي المشرف على علاجه أن العملية تمت بنجاح، لكنها تتطلب فترة راحة ونقاهة لضمان تعافٍ كامل. وبناءً على توصيات الأطباء، تقرر أن يؤدي الملك شعائر ليلة القدر في وضعية جلوس، تفاديًا لأي مضاعفات صحية قد تترتب عن الوقوف لفترات طويلة.
مراسم إحياء ليلة القدر في المغرب
تحظى ليلة القدر بمكانة خاصة لدى الشعب المغربي، حيث يتم إحياؤها في أجواء روحانية مليئة بالخشوع والتضرع إلى الله. ومن بين أبرز التقاليد التي تميز هذه الليلة، إقامة الملك محمد السادس لحفل ديني رسمي يحضره كبار المسؤولين، العلماء، الشخصيات الدينية، وسفراء الدول الإسلامية. وخلال هذا الحفل، يُتلى القرآن الكريم، وتُرفع الأدعية، ويتم تكريم الفائزين بجائزة محمد السادس الوطنية لحفظ وتجويد القرآن.
وبالرغم من ظروفه الصحية، أكد القصر الملكي أن الملك سيحافظ على هذا التقليد السنوي، حيث سيتابع مراسم الاحتفال، كما سيؤدي صلاة العشاء والتراويح جالسًا.
رسائل من الشعب المغربي: الدعاء بالشفاء العاجل
فور انتشار خبر إقامة الملك للحفل رغم وضعه الصحي، عجّت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل الدعاء والتضامن، حيث عبر المغاربة عن إعجابهم بتشبث الملك بإحياء هذه الليلة المباركة رغم ظروفه الصحية، مؤكدين أن هذا يعكس عمق التزامه الديني وقربه من شعبه.
كما تناقلت العديد من الشخصيات الدينية والسياسية والفاعلين في المجتمع رسائل تهنئة ودعاء للملك، متمنين له الشفاء العاجل والعودة إلى كامل عافيته.
التقاليد الملكية في إحياء المناسبات الدينية
منذ توليه العرش، دأب الملك محمد السادس على الحرص على حضور وإحياء المناسبات الدينية الكبرى، سواء تعلق الأمر بليلة القدر، أو عيد المولد النبوي، أو غيرها من المحطات الروحية المهمة في تقويم المملكة. ويُعد حضوره لهذه المناسبات تأكيدًا على دور إمارة المؤمنين في توجيه الحياة الدينية للمغاربة، وتعزيز الارتباط بالهوية الإسلامية للمملكة.
الملك بين الواجب الديني والالتزام الصحي
لطالما أظهر الملك محمد السادس قدرة كبيرة على الموازنة بين واجباته الدينية، ومسؤولياته السياسية، ومتطلبات وضعه الصحي. فرغم العمليات الجراحية السابقة التي أجراها، حرص دائمًا على أداء مهامه على أكمل وجه، مما يجسد صورة القائد الذي يتحدى العقبات ليبقى قريبًا من شعبه ومتفاعلًا مع القضايا التي تهمهم.
مناسبة دينية بروح التضامن والدعاء
في ليلة القدر المباركة، سيجتمع المغاربة، كما هي عادتهم، على الدعاء والتضرع إلى الله، ومن بينهم من سيرفعون أكفّهم بالدعاء للملك محمد السادس بالشفاء العاجل. ومهما كانت الظروف، تظل هذه الليلة مناسبة تتجسد فيها قيم الإيمان، والتلاحم بين الملك وشعبه، في مشهد يعكس مدى ارتباط المغاربة بملكهم، والتزامهم بروح الإسلام السمحة.
وهذا النص الكامل للبلاغ:
بلاغ لوزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة :
“تعلن وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة أن مولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده ، سيترأس حفل إحياء ليلة القدر المباركة، وذلك مساء يوم الخميس 26 رمضان الأبرك 1446 ه، الموافق لـ 27 مارس 2025 م، بالقصر الملكي العامر بالرباط.
ونظرا لبعض الإكراهات والصعوبات المرتبطة ببعض الحركات والوضعيات، المترتبة عن العملية الجراحية التي أجريت لجلالته على مستوى الكتف الأيسر، فإن أمير المؤمنين حفظه الله، وعملا بقوله تعالى “الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جُنوبهم”، سيؤدي إن شاء الله، صلاة العشاء والتراويح جُلوسا.
وسيبث هذا الحفل الديني مباشرة على أمواج الإذاعة وشاشة التلفزة عند أذان صلاة العشاء.
حفظ الله مولانا الإمام بما حفظ به الذكر الحكيم، وأدام على جلالته نعمة الصحة والعافية، وأقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وشد أزره بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة، إنه سميع مجيب”.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك