العلم الصهيوني في قلب فعالية وطنية بالمغرب..استفزاز جديد أم خطوة نحو التطبيع الكامل؟

العلم الصهيوني في قلب فعالية وطنية بالمغرب..استفزاز جديد أم خطوة نحو التطبيع الكامل؟
سياسة / الاثنين 24 مارس 2025 - 03:34 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أبو فراس

في مشهد أثار جدلًا واسعًا، رُفع العلم الإسرائيلي خلال فعالية وطنية بمدينة فاس، كانت مخصصة للترافع المدني حول القضايا الوطنية، مما فجّر موجة غضب في صفوف العديد من المغاربة الذين اعتبروا ذلك اختراقًا فجًّا للنسيج الوطني ومحاولة لفرض رموز الاحتلال في فضاءات مغربية خالصة.

حدث وطني تحت راية الاحتلال..كيف تسلل العلم الصهيوني إلى منصة رسمية؟

جرت الواقعة خلال "الملتقى الوطني الأول للصحافة والمجتمع المدني للترافع من أجل القضايا الوطنية"، الذي نظمته بلدية فاس، حيث تفاجأ الحاضرون بوجود العلم الإسرائيلي على منصة الحدث، رغم أن الفعالية لا تمت بصلة للعلاقات المغربية-الإسرائيلية، ولم يكن من المتوقع أن يتم إقحام أي رموز سياسية مثيرة للجدل في هذا السياق.

السؤال الذي يطرحه الكثيرون: من سمح بذلك؟ وهل كان الأمر مقصودًا أم مجرد "صدفة بروتوكولية"؟

التطبيع بين الرسمي والشعبي..أين يقف المغاربة؟

يأتي هذا الحدث في ظل حالة من التوتر داخل الشارع المغربي بسبب مسار التطبيع الذي بدأ منذ 2020، حيث يرى كثيرون أن التقارب الرسمي بين الرباط وتل أبيب لا يُعبّر عن إرادة شعبية واسعة، خصوصًا أن المغرب ظل تاريخيًا أحد أبرز الداعمين للقضية الفلسطينية.

رفع العلم الإسرائيلي في فعالية وطنية بمدينة مثل فاس، التي تُعرف بأنها معقل تاريخي للحركات الوطنية والدينية المناهضة للاستعمار، يعد في نظر البعض خطوة استفزازية ومحاولة لفرض واقع جديد على المغاربة رغم المعارضة الشعبية الواسعة.

اختراق صهيوني أم سياسة رسمية؟

هذه الحادثة تفتح الباب أمام تساؤلات خطيرة:

هل كان رفع العلم الإسرائيلي نتيجة مبادرة فردية من بعض الجهات التي تدفع نحو تسريع وتيرة التطبيع؟

أم أن الأمر يعكس تحولًا رسميًا في طريقة التعاطي مع إسرائيل، بحيث أصبح العلم الصهيوني يظهر في منصات الفعاليات الوطنية دون أي تحفظ؟

إذا كان السيناريو الثاني صحيحًا، فإننا أمام تطور خطير في علاقة المغرب بإسرائيل، حيث لم يعد الأمر يقتصر على التعاون الأمني والدبلوماسي، بل بدأ يصل إلى المجال المدني والرمزي، وهو ما قد يواجه برفض شعبي أكثر حدة.

الفاعلون المدنيون والصحافيون أمام الأمر الواقع

الملتقى الذي كان من المفترض أن يكون فضاءً للنقاش حول القضايا الوطنية، تحول إلى ساحة مواجهة رمزية بين من يرفضون فرض الرموز الصهيونية في الفضاء العام، وبين من يسعون إلى تسريع وتيرة التطبيع دون اعتبار لمواقف فئات واسعة من المغاربة.

عدد من الفاعلين الحقوقيين والصحافيين المشاركين في اللقاء عبروا عن صدمتهم من رؤية العلم الإسرائيلي داخل القاعة، معتبرين أن ذلك يُسيء للحدث ويحوّله من مناسبة وطنية إلى ساحة لاستعراض رموز الاحتلال.

رسائل في اتجاهات متعددة..لمن كانت موجهة؟

رفع العلم الإسرائيلي في فعالية مغربية يطرح العديد من الاحتمالات حول الأهداف الكامنة وراء هذا التصرف:

رسالة موجهة إلى إسرائيل بأن التطبيع في المغرب بلغ مرحلة متقدمة بحيث يمكن لرموز الاحتلال أن تظهر علنًا في الفعاليات المدنية دون عواقب.

رسالة موجهة إلى الداخل المغربي بأن مقاومة التطبيع أصبحت معركة خاسرة، وأن إسرائيل باتت جزءًا من المشهد العام.

رسالة للمعارضة والمناهضين للتطبيع بأن السياسة الرسمية لن تتراجع عن مسارها، مهما كانت الأصوات المعارضة.

ما بعد فاس..هل سيصبح العلم الإسرائيلي مشهدًا معتادًا في الفضاء المغربي؟

إذا لم يكن هناك رد فعل قوي على هذا الحادث، فمن المحتمل أن نرى تكرارًا لهذه المشاهد في فعاليات أخرى، وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من الانقسام داخل المجتمع المغربي بين رافضي التطبيع وداعميه.

لكن الأكيد أن رفع العلم الإسرائيلي في حدث وطني مغربي ليس مجرد صدفة، بل هو مؤشر على تحول عميق في المشهد السياسي والرمزي داخل البلاد، قد يكون مقدمة لمرحلة جديدة تفرض فيها "التطبيع الرمزي" كأمر واقع.

فهل سيدفع هذا الحادث المغاربة إلى تصعيد رفضهم للتطبيع؟ أم أن مثل هذه الوقائع ستصبح مشاهد مألوفة في المستقبل؟

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك