مغربنا1-Maghribona1:القاسمي/ع تاريخها هو تاريخ أمة مغربية بكاملها، عن طريقها رسمت خريطة المغرب وطبعت صورته السياسية إلى اليوم، تضم بين ثناياها أكثر لحظات المغرب الحديث إثارة. "مغربنا" تعود للنبش في ذاكرة أخطر التنظيمات السرية المسلحة في تاريخ المغرب، على لسان من عايشوها وتعقبوا أثرها
العمل المسلح في المغرب أخذ منحى أكثر تطورا انطلاقا من 1951 السنة التي شهدت تأسيس "المنظمة السرية" وهي أكثر الحركات المسلحة تأثيرا في تاريخ المغرب.
تأسيس "المنظمة السرية" و التي أشرف عليها مقاومون بالدار البيضاء، قبل أن تتبلور معالم هذا التنظيم المسلح في السابع من أبريل سنة 1951، مع انضمام محمد الزرقطوني.
خلال هذا اليوم التقى الزرقطوني بالحسن وسليمان العرايشي والحسين برادة وتهامي نعمان، وانطلق عملهم المسلح بعدما سلمهم ثلاثة مسدسات كان يخبئها في متجر خشب بالمدينة القديمة.
التنسيق مع أعضاء حزب الاستقلال وفي مقدمتهم بناصر حركات، كان واضحا، إلى جانب عبد الكبير الفاسي ومقاومين آخرين تخصصوا في جلب الأسلحة.
تطور المنظمة السرية، حسب عبد الكريم الزرقطوني، ابن محمد الزرقطوني يتجلى في أنها كانت تتوزع على خلايا تستقر بعدة أحياء بالدار البيضاء، وأخرى بباقي مدن المملكة.
رغم كثرة الخلايا وعدد أفرادها، إلا أنه لم يكن أحد يعرف الآخر فالأمور كلها كانت تحت سيطرة الزرقطوني الذي كان شديد الحرص والحذر. هذا الاهتمام الشديد، ظهر جليا اثناء عمليات التزود بالأسلحة، والتي كان يكلف الزرقطوني لجلبها مقاومين من الخلايا الموجودة بالمناطق الشمالية والأخرى الحدودية مع الجزائري، إذ تمكنت"المنظمة السرية" من اقتناء وتهريب أسلحة من فرنسا وإسبانيا والجزائر، فضلا عن مصر. هذه المهمة، كما يروي محمد بن عبد القادر الشتوكي، المقاوم الذي عاش هذه المرحلة ودونها في مذكراته أوكلت لعبد الكبير الفاسي. هذا الأخير تكلف أيضا بتزويد الزرقطوني بمادة "السيانور" السامة، اتخذها أعضاء "المنظمة السرية" الوسيلة النهائية للموت في حال إلقاء القبض عليهم من قبل الفرنسيين.
سرية هذه المنظمة تجسدت كذلك في صنع القنابل اليدوية، وعمليات التفجير ولعل أشهرها عملية "مارشي سنطرال" محمد منصور، صانع فتيل القنبلة التي نفذت بها هذه العملية لم يكن يعرف الحسن الجمالي الذي تكلف بوضعها قرب محل جزارة بمارشي سنطرال. حتى بنموسى أعلم بمكان وتوقيت إجراء العملية في آخر لحظة" يقول عبد الكريم الزرقطوني، الطابع السري اضطر الزرقطوني وقادة "المنظمة السرية" إلى الالتجاء إلى طريقة غاية في الدهاء بغرض التنسيق بين عناصرها خلال العمليات. "كانت سيدة تدعى أمينة تشتغل بإذاعة طنجة تقدم برنامجا للإهداءات الغنائية، في حل ما إذا كان احد قادة المنظمة يخطط لعملية يتصل بالبرنامج ويطلب أغنية "بكرة السفر" أي أن ستكون غدا، ويهديها على أشخاص يكونون هم المكلفون بتنفيذ العملية الإذن بالموافقة كان يتم عبر تقديم أغنية أخرى هي سافر مع السلامة".
رغم حدوث انشقاقات في هذه المنظمة مثل ما حدث عندما انتقل أحد مؤسسيها وهو محمد صدقي من المدينة القديمة إلى درب السلطان لإنشاء منظمة أخرى سماها "القيادة" أو تهريب مبحوث عنهم على المنطقة الخليفية، وهم اللذين ساهموا في تأسيس جيش التحرير، ورغم إلقاء القبض على محمد الزرقطوني في 18 يونيو 1954، فإن "المنظمة السرية" استمرت في العمل حتى بعد الاستقلال داخلة مرحلة أخرى اتسمت بالاحتراب بين المنظمات السرية المسلحة في المغرب آنذاك.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك