مستشار صحي: محاولات الانتحار تخفي الاضطرابات الاجتماعية والأمراض النفسية

مستشار صحي: محاولات الانتحار تخفي الاضطرابات الاجتماعية والأمراض النفسية
مستجدات / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

مغربنا 1 المغرب

تشهد مناطق عدة في جهة سوس-ماسة توالي حالات الانتحار؛ إذ لا يكاد يمر أسبوع دون تسجيل حالة انتحار أو محاولة الانتحار في أقاليم الجهة، التي لا تشكل استثناء مقارنة مع باقي مناطق المغرب؛ ظاهرة لم تستثن طبقة اجتماعية، ولا فئة عمرية، ولا تميز بين جنس الإنسان.

فخلال الأشهر القليلة الماضية، وضع نحو 16 شخصا حدا لحياتهم في إقليم اشتوكة آيت باها، فيما حاول 10 أشخاص، خلال الفترة ذاتها، الانتحار، وفق المعطيات المتوفرة لهسبريس، وهي أرقام تدل على تفشي الظاهرة بهذه المنطقة، وعلى انغماس الاضطرابات النفسية والاكتئاب في ذوات عديدين من ساكنة الإقليم، وخاصة الفئات الهشة.

ويرى المستشار النفسي محمد الفقير أن الاضطرابات الاجتماعية والأمراض النفسية تعد من الأسباب الرئيسية التي “تؤدي بصاحبها إلى الانتحار أو التفكير فيه، مثل الاكتئاب أو الإدمان على الكحول والمخدرات، وبعض الأحيان العلاقة العاطفية الفاشلة أو اضطرابات الشخصية الحادة، لكن في الكثير من الاضطرابات النفسية، يفرق المعالجون والمختصون ما بين المرض والاضطراب”.

وتابع: “لذلك، لا يعد الاكتئاب سببا كافيا للانتحار أو التفكير فيه في كثير من الأحيان، وعدد من الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب لا يحاولون الانتحار، كما أن جميع محاولات الانتحار لم تسجل حالات الاكتئاب السريري. إذن، هناك ما هو أكثر من الاكتئاب، من قبيل العجز المادي أو تراكم الديون”.

وتفصيلا في تناول الظاهرة، اعتبر محمد الفقير، ضمن تصريح لهسبريس، أن “الانتحار ظاهرة ليست بجديدة على المجتمع الإنساني، وإنما تمتد جذورها منذ وجود الإنسان، وذلك لعدة دوافع داخلية دخيلة على الإنسان، وهي أحاسيس تجعل الشخص يشعر بالضياع، فيفقد حاسة الفكر والتفكر ويتجرأ على وضع حد لنفسه برضاه وبقناعات زائفة”.

وإسقاطا للظاهرة على المجتمع المحلي، أي إقليم اشتوكة آيت باها ذي الخصوصيات الاقتصادية والاجتماعية، يرى المتحدث أن تسجيل حالات الانتحار أو محاولته في هذا المجتمع المحلي، الذي يستقطب المجال السهلي منه العمال في المجال الفلاحي والأنشطة المرتبطة به، “يمكن تفسيرها أولا بالنمو الديمغرافي الناتج عن الهجرات المتوالية إلى هذا المجال من الإقليم”.

ومن الدوافع أيضا “التغييرات في طبيعة الحياة الاجتماعية التي تطرح تحديات كبيرة في توفير متطلبات العيش، التي هي مرهقة بالنسبة لبعض الأسر، وهذا ما يتطلب بذل مجهود للتوعية والتحسيس بالأخطار الصحية والنفسية التي يمثلها التعاطي للمخدرات، وبضرورة طلب المساعدة النفسية للذين يواجهون مشاكل أو اضطرابات في حياتهم، وأيضا التصدي لخطاب العدمية بنشر ثقافة الأمل والإنصات بمساهمة من الفاعلين المحليين”.

وتكاد تجمع كافة الآراء المفسرة لدوافع وأسباب الانتحار على عدم قدرة الشخص المنتحر أو الذي حاول ذلك على أن يخرج نفسه من الضغوطات التي يعيشها، فيرى أن الانتحار هو الحل الذي يخرجه من كل المشاعر السلبية. ولهذا، فإن الاضطرابات الاجتماعية والأمراض النفسية من الأسباب الرئيسية التي تؤدي بصاحبها إلى الانتحار أو التفكير فيه مثل الاكتئاب، أو الإدمان على الكحول والمخدرات، وبعض الأحيان العلاقة العاطفية الفاشلة أو اضطرابات الشخصية الحادة.

وأشار محمد الفقير إلى وجود حالات انتحار سجلت في صفوف أطفال ويافعين، كانت بسبب إدمان ألعاب إلكترونية.

وللتصدي لهذه الظاهرة، قال المتحدث ذاته إن “التنشئة الاجتماعية تلعب دورا في ترسيخ القناعات تجاه الذات واحتياجاتها وكيفية التعبير عن المعاناة النفسية والتعامل مع المشاكل الاجتماعية؛ فالتربية على احترام الذات والحق في الحياة وترسيخ فكرة كون الانتحار ليس حلا، بل هو أفدح خطأ، من المهم أن تكون ضمن اهتمام التنشئة الاجتماعية”.

وفيما ينعدم تخصص الأمراض النفسية بالمؤسسات الصحية على مستوى الإقليم، وحتى ضمن أطباء القطاع الخاص الذين يعدون على رؤوس الأصابع بالجهة، وأمام تنامي الظاهرة لأسباب عديدة، منها ما سبق ذكره، أضحى من الضروري تعزيز العرض الصحي بالصحة النفسية من خلال توفير أطر الصحة النفسية في المستشفيات الإقليمية والمراكز الصحية، وبالعدد الكافي، وتنظيم حملات تحسيسية بأهمية الصحة النفسية تستهدف الأوساط المهنية والمدرسية والأحياء الهامشية.

عن هسبريس

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك