تساؤلات تلاحق توقف أشغال "مدينة المهن والكفاءات" في مدينة الرشيدية

تساؤلات تلاحق توقف أشغال "مدينة المهن والكفاءات" في مدينة الرشيدية
مستجدات / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

مغربنا 1 المغرب

عبرت العديد من الفعاليات الجمعوية والحقوقية بجهة درعة تافيلالت عن استنكارها الشديد “التوقف غير المفهوم لأشغال بناء مدينة المهن والكفاءات بمدينة الرشيدية”، مطالبة الجهات المسؤولة جهويا ومركزيا بفتح تحقيق حول الأسباب الحقيقية لهذا التوقف، ومصير الأموال المرصودة للمشروع (210 ملايين درهم).

وتندرج مدينة المهن المذكورة في إطار تنفيذ برنامج مدن المهن والكفاءات، الذي يعد المشروع الثاني في خارطة الطريق الجديدة لتطوير التكوين المهني، التي تم عرضها على أنظار الملك محمد السادس شهر أبريل من سنة 2019؛ لكن التوقف المفاجئ لأشغال بنائها أثار الكثير من الجدل بهذه الجهة، خاصة أن المشاريع نفسها تم إنجازها بشكل جيد في جهات أخرى.

وكان منتظرا أن توفر مدينة المهن والكفاءات بمدينة الرشيدية عرضا تكوينيا مبتكرا تم تصميمه بالتنسيق مع المهنيين والفاعلين الجهويين، عبر سلسلة من الورشات الجهوية ولقاءات للتشاور، كما تتميز بنموذج بيداغوجي عصري مبني على البيداغوجيا النشيطة، ونمط تعلم يضع المتدرب في قلب العلمية التكوينية، بالإضافة إلى التأطير المقرب.

وأثار توقف أشغال بناء مدينة المهن الكفاءات بالرشيدية، منذ أشهر، تساؤلات عريضة وعديدة من قبل الفعاليات الجمعوية والحقوقية وعموم الساكنة والطلبة بأقاليم الجهة، خاصة أن المشروع كان نقطة ضوء لتطوير التكوين المهني بالجهة، وتوفير شعب جديدة لم تكن متوفرة في وقت سابق.

عبد الحميد أيت الطالب، أحد الأصوات المتابعة للشأن العام بجهة درعة تافيلالت، أعرب عن استغرابه واستنكاره الشديدين “هذا التوقف المفاجئ، الذي لم تعرف أسبابه الحقيقية، بعد أشهر فقط من بداية الأشغال”، ملتمسا فتح تحقيق لمعرفة “أسباب وحيثيات هذا التعثر والتوقف غير المتوقعين”، وفق تعبيره.

وأضاف أيت الطالب، في تصريح لهسبريس، أن على الجميع، من القطاع الوصي وجميع الشركاء، التدخل من أجل إتمام الأشغال في مشروع “مدينة المهن والكفاءات”، الذي “سيشكل لبنة مهمة لكل الطلبة بجهة درعة تافيلالت، لإعداد أبحاثهم ودراساتهم، كما أنه سيشكل فضاء لتخرج عدد من الأطر في المجالات ذات الاهتمام المتزايد”.

في المقابل، أكد محمد اليحياوي، من النشطاء الجمعويين بمدينة الرشيدية، أن توقف الأشغال بهذا المشروع يثير أكثر من علامة الاستفهام، متهما من سماهم “المعرقلين” بالتسبب في توقف هذا المشروع الوطني، ومؤكدا أن الجمعيات المدنية والحقوقية تعتزم خوض أشكال احتجاجية للمطالبة باستئناف الأشغال، للإسراع في فتح هذه “المدينة” في وجه الطلبة.

وأضاف الجمعوي ذاته، في تصريح لهسبريس، أن “توقف مثل هذه المشاريع الكبرى يجب ألا يتكرر، كما يجب على الجهات المسؤولة على مستوى المركز التدخل لعدم تكرار ما وقع قبل الزلزال الملكي في إقليم الحسيمة من توقف أوراش كبرى”، مؤكدا أن “الملك محمدا السادس يعطي أهمية كبرى لهذه المناطق، ويجب على المسؤولين أن يكونوا قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم من قبل ملك البلاد”، وفق تعبيره.

ومن أجل استقاء تعليق إدارة الإدارة الجهوية للتكوين المهني وإنعاش الشغل بجهة درعة تافيلالت، تم تقديم بعض الأسئلة التي تريد الجريدة الأجوبة عنها لمسؤولة جهوية، أكدت أنها ستراسل الإدارة العامة بالرباط قصد التوصل بالأجوبة. وإلى حدود مساء الإثنين لم تتوصل هسبريس بأي جواب من المعنية بالأمر.

وتبلغ الطاقة الاستيعابية لمدينة المهن بالنسبة لجهة درعة تافيلالت 2000 مقعد بيداغوجي، وستوفر تكوينات متوجة بدبلوم في مستويات التأهيل التقني والتقني المتخصص، وتكوينات تأهيلية بمدة قصيرة بالنسبة لجهة درعة تافيلالت، بما يمثل 29 في المائة من العرض الإجمالي.

كما سيتضمن العرض التكويني لمدينة المهن والكفاءات التابعة لجهة درعة تافيلالت 48 شعبة، تنقسم إلى 32 شعبة جديدة و16 شعبة تمت إعادة هيكلتها؛ وتشتمل أيضا على أقطاب قطاعية إستراتيجية ومبتكرة مشتركة، منها قطب الصناعة، وقطب السياحة والفندقة، مع فندق بيداغوجي، وقطب التسيير والتجارة مع مقاولة افتراضية، وقطب الرقمية مع مصنع رقمي، وقطب الصناعة التقليدية.

وسيتم تشييد مدينة المهن والكفاءات بمدينة الرشيدية على مساحة 5 هكتارات، بغلاف استثماري يصل إلى 210 ملايين درهم، ضمنها مساهمة من الجهة تصل قيمتها إلى 80 مليون درهم. وسيتم تخصيص 18 مليون درهم (مع احتساب الرسوم) للدراسات، و127 مليون درهم (دون احتساب الرسوم) لعمليات البناء، و75 مليون درهم (دون احتساب الرسوم) لتجهيز المدينة.

عن هسبريس

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك