مغربنا 1 المغرب
مرت ست سنوات على وفاة محسن فكري، سماك الحسيمة؛ وهو الحادث الذي تسبب في اندلاع “احتجاجات الريف”، قبل أن تخف حدتها مع مرور الزمن، لا سيما بعد اعتقال القادة الميدانيين وإدانتهم بأحكام سجنية.
ومع حلول ذكرى وفاة محسن فكري، يتجدد مطلب إطلاق سراح ناصر الزفزافي، قائد الاحتجاجات الميدانية في حراك الريف، ومعه باقي النشطاء، وطي صفحة “الخلاف” التي دامت طويلا بين السلطة المركزية ومنطقة الريف.
وقال عدد من الفاعلين من المنطقة تحدثوا إلى جريدة هسبريس الإلكترونية إن “ما تحقق على مستوى المشاريع التنموية التي كانت مبرمجة في إطار مشروع “منارة المتوسط” لا يمكن إنكاره، حيث همت كل مناحي الحياة”.
نبيل الأندلسي، المستشار البرلماني السابق عن دائرة الحسيمة، أفاد بأن من أهم المشاريع المنجزة على مستوى إقليم الحسيمة، منذ وفاة محسن فكري، تتعلق بما أنجز في إطار مشاريع “منارة المتوسط”؛ ومنها، على سبيل المثال، في المجال الصحي، إنجاز مستشفى إقليمي بمواصفات عالية بأجدير، ومستشفى القرب بإمزورن الذي استغل في فترة كورونا لاستقبال وعلاج مصابي كوفيد.
وأوضح المستشار البرلماني السابق عن دائرة الحسيمة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أنه “بالمجال الثقافي، أنجز مسرح وتم ترميم مآثر تاريخية مهمة كقلعة أربعاء تاوريرت، وقلعة طوريس، وغيرها من المشاريع على مستوى البنيات التحتية”.
واعتبر أن “منارة المتوسط” “أنجزت مشاريع مهمة، إلا أن مشكلة التشغيل ما زالت عائقا أمام أي مقاربة تنموية؛ وهو ما لم تستطع مؤسسات الدولة إلى حدود اليوم إيجاد حل لها”.
وحاليا، أكد المصدر ذاته، هناك تحضيرات ميدانية لزيارة مرتقبة للملك محمد السادس إلى الحسيمة، وهناك انتظارات لتدشين مشاريع مهيكلة جديدة، وأساسا على مستوى الاستثمارات التي يمكنها خلق مناصب شغل للشباب.
وعلى المستوى الرياضي، أضاف القيادي بحزب العدالة والتنمية، أنجز مركب رياضي بأيت قمرة. وعلى المستوى التعليم العالي، بدأت مؤخرا أشغال بناء النواة الجامعية التي تتضمن كلية متعددة التخصصات والمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير إلى جانب حي جامعي.
من جانب آخر، قال عبد الله الغلبزوري، فاعل حقوقي وناشط سابق في حراك الريف، إن حدث وفاة محسن فكري “ارتفع ليصبح أمرا رمزيا، رمزا للكفاح من أجل لقمة العيش التي أصبحت صعبة المنال”.
سياسيا، أضاف الناشط ذاته، “فإن كل شيء قد تغير، إحساس عام في المنطقة بأننا عدنا إلى نقطة الصفر، إلى زمن ما قبل الإنصاف والمصالحة. لقد كانت الآمال كثيرة زمن الوعود التي أطلقتها الدولة إبان الحراك؛ لكن المقاربة غير الاجتماعية وغير السياسية التي تم التعامل بها مع الحراك أجهضت كل شيء”.
وقال المتحدث ذاته إن بعض المشاريع قد تحققت في منطقة الريف، “إلا أنها مشاريع بلا روح؛ فالمواطنون ساخطون على الوضع العام المتسم بالبطالة وباستمرار اعتقال رموز الحراك وغياب بوادر حقيقية للمصالحة واستمرار المقاربة نفسها إلى حدود هذه اللحظة في معاملة أي فعل احتجاجي.. وبالتالي، فالمشاريع المحدثة لا تعرف احتفاء شعبيا بها”.
المرتضى إعمراشا، الناشط السابق في حراك الريف، قال، في تصريح لهسبريس، إنه “منذ استشهاد محسن فكري إلى اليوم تحاول ساكنة إقليم الحسيمة الوقوف من الصدمة التي أعقبت الحراك الشعبي بالريف، خاصة سلسلة الاعتقالات التي استهدفت النشطاء الذين ما زال بعضهم خلف القضبان”.
وأورد المتحدث في تصريحه أن “هذه الأجواء جعلت شريحة واسعة من الساكنة في حالة عزوف عن المشاركة في المشاريع التي تقوم بها الدولة ومؤسساتها بالمنطقة، وهناك من اختار المشاركة الحذرة لضعف مستوى الثقة التي تحتاج مجهودا أكبر من الحكومة لأجل استعادة الحياة الطبيعية بالإقليم”.
وأشار الناشط السابق في حراك الريف إلى أن التقارير الرسمية حول واقع مدينة الحسيمة ما زالت تبوئ الإقليم الصدارة في البطالة في صفوف الشباب وتتصدر المدن الأغلى معيشة بالمغرب؛ ما يؤشر على أن عقيدة الدولة لم تتغير بجعل المنطقة مشتلا للمهاجرين نحو أوروبا وموردا للعملة الصعبة.
وشدد المرتضى إعمراشا على أن “المنظومة السياسية بالمغرب تحتاج إلى إعادة تنظيم بما يخدم واقع ومستقبل الوطن”، مسجلا أن “خطابات جلالة الملك حول اللامركزية وتوجهاته الإصلاحية ودعوته إلى إشراك الشباب في السياسات العمومية كل ذلك وغيره لم يبارح مكانه ولم تقدم الحكومة أي خطط في اتجاه تنفيذ توجيهاته السامية”.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك