مغربنا 1 المغرب
دفعت عودة المهاجرين غير النظاميين المتحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء السلطات الإسبانية في مدينة مليلية المحتلة إلى التفكير في تعزيز حماية السياج الحدودي الفاصل بينها وإقليم الناظور، لا سيما المناطق المتاخمة للأحياء القريبة من الغابات التي دأبوا على التمركز بها قبل تنفيذ عمليات اقتحام السياج.
وذكرت وسائل إعلام إسبانية أن حكومة مليلية المحتلة المحلية خصصت مبلغا يتجاوز مليونين ومائتي ألف أورو لإحداث خمسة مراكز مراقبة دائمة في خمس نقاط بالسياج الحدودي معززة بعناصر حراسة جديدة.
وتهدف هذه الخطوة، وفق المصادر ذاتها، إلى الكشف عن “الجيوب” التي يستغلها المهاجرون في دخول المدينة. كما ستعزز هذه المراكز، التي تدخل ضمن نظام مراقبة شاملة، الاطلاع الاستباقي على أي تحرك محتمل في محيط المدينة بتنسيق مع السلطات الأمنية المغربية.
ويفكر الحرس المدني الإسباني بمليلية المحتلة في تخصيص أحد هذه المراكز الجديدة بالقرب من الشاطئ الذي يشهد محاولات لدخول المهاجرين سباحة أو عن طريق قوارب صغيرة أو دراجات مائية، بغرض دعم الفرق البحرية التابعة له.
وتعترف القيادة الحالية للحرس المدني بأن الوسائل المستعملة من طرفه، في الوقت الحالي، غير كافية لمواجهة تدفقات الهجرة بين الحين والآخر، مشددة على ضرورة تعزيزها بأنظمة تحكم عن بُعد قادر على اكتشاف تحركات المهاجرين وتحديد موقعها نهارا وليلا وفي الظروف الجوية السيئة.
وكانت عناصر الدرك الملكي والأمن الوطني أوقفت، منتصف شهر أكتوبر الحالي، حوالي 80 مهاجرا غير نظامي يتحدر أغلبهم من السودان والتشاد، حيث تم عرضهم على أنظار محكمة الاستئناف بالناظور، قبل أن يتم ترحيل مجموعة منهم صوب الحدود المغربية الجزائرية.
وذكرت مصادر خاصة لهسبريس أن هذه التوقيفات جاءت على خلفية عودة مجموعة من المهاجرين إلى الغابات المحيطة بالناظور، من أجل التمركز من جديد استعدادا لتنفيذ عمليات اقتحام لمدينة مليلية المحتلة.
ودفعت هذه الاعتقالات المهاجرين، وفق المصادر ذاتها، إلى الانسحاب صوب مدن مختلفة بجهة الشرق في الوقت الذي يجري فيه التنسيق الأمني على المستوى الوطني من أجل الحد من تنقل المهاجرين غير النظاميين والذين لا يتوفرون على وثائق طلب اللجوء من المدن التي يوجدون فيها نحو الناظور؛ وذلك عبر تشديد الرقابة على الطرقات ووسائل النقل العشوائي التي يقدم بعضها خدمة التوصيل لهذه الفئة بين المدن، إلى جانب مهربي البشر.
تجدر الإشارة إلى أن آخر عملية اقتحام لسياج مليلية المحتلة نفذها المهاجرون غير النظاميين كانت في الـ24 من يونيو الماضي، حيث تمكن 133 مهاجرا من العبور بينما توفي ما لا يقل عن 23 مهاجرا وأوقف أزيد من 80 آخرين.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك