نبش في التاريخ ..حينما وضع المغرب خطط لغزو أراضي في قارتي أمريكا الجنوبية و آسيا

نبش في التاريخ ..حينما وضع المغرب خطط لغزو أراضي في قارتي أمريكا الجنوبية و آسيا
مستجدات / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا مغربنا 1- k /A Maghribona 1 نعرض لكم صفحة من كتب تاريخ المغرب الحديث تكاد تكون مجهولة ، و محاولاته الوشيكه منذ القرن السادس عشر للتوسع و تشكيل إمبراطورية خارج أراضيه ، و بعيدا جدا عن قواعده المعروفة مثل جيرانه الأوروبيين سواء تعلق الأمر بالعثمانيين في الشرق أو البرتغاليين و الإسبان في الشمال. إن كان الكثيرين أصبحوا يعرفون قصة التوسع المغربي في إفريقيا الغربية، فإن قصة طموح المغرب لضم أرضي ما وراء البحار تبقى خطة غير معروفة على نحو واسع. في الربع الأخير من القرن السادس عشر و حتى بداية القرن السابع عشر وصل المغرب إلى أوج قوته السياسية و العسكرية بعد انتصاره في معركة "وادي المخازن" الشهيرة و التي تسببت في سقوط جيش الإمبراطورية البرتغالية العظيم في ساعات معدودة أمام الجيش المغربي مما أدى إلى فقدان البرتغال ليس فقط غالبية رجال دولتها و جيشها و إمبراطورها "دون سيبستيان" و إنما كذلك سقوطها في براثين إسبانيا المجاورة، على اعتبار أن الملك الإسباني فيليب هو خال دون سيبستيان و بالتالي الوريث الوحيد لعرش البرتغال. شعور المغرب بالقوة بعد هذه المعركة أعطاه دفعة قوية لتحرير ما تبقى من الأراضي المحتلة من قبل الأوروبيين لكن كذلك تعزيز استقلالية المغرب عن العثمانيين الذين كانوا ينتظرون الفرصة المواتية للانقضاض عليه، لكن النصر المغربي منح المغاربة دفعة قوية لمقاومة أي محاولة من هذا القبيل.. كما أن النصر أعاد أحلام الدولة المغربية في صنع إمبراطورية لنفسها شبيهة بجيرانها بالإضافة إلى إعادة أمجاد الإمبراطوريات السابقة التي حكمت المغرب. و لما أدرك المغاربة أن عظمة الإمبراطوريات تتجلى في مستعمراتها، و لما أصبح من الصعب التوسع شرقا إلى الجزائر بسبب وجود العثمانيين أو شمالا لقوة الإسبان و البرتغال أصبح من الضروري التوسع جنوبا، حيث أراضي إفريقيا العذراء و غير المكتشفة، من حيث الذهب و الملح. و كيفما كانت الدوافع التي قادها المغاربة للتوسع جنوبا فإن الأمر تم لهم، وقد اكمل ذلك بعد تأمين المغرب لحدوده الشرقية عن طريق ضم واحات الشرق في توات وتيكورارين لتأمين جانب العثمانيين ثم جنوبا إلى غاية شنقيط ونهر السنغال حيث حصل السلطان أحمد المنصور الذهبي على بيعة كل القبائل كسلطان على جميع المغاربة ثم أطلق حملته في 1593 على إمبراطورية السونغاي في حوض نهر النيجر في المنطقة التي تضم حاليا النيجر و مالي و وصلت عمليات الجيش المغربي إلى حدود دول غرب إفريقية أخرى مثل دولة كبوركينا فاسو الحالية. كما أن إمبراطورية كانم الممتدة من فزان جنوب ليبيا إلى غاية ولاية برنو شمال نيجيريا أعلنت مبايعتها لسلطان المغرب. لكن طموح المغرب و بالضبط السلطان أحمد المنصور كان أبعد بكثير من ذلك، حيث كان طموحه إيصال حدود الإمبراطورية الشريفة إلى ما وراء البحار، سواء في آسيا أو أمريكا الجنوبية التي كانت تسمى الهند الغربية في تلك الحقبة ، و بسبب كون المغرب منذ سقوط الاندلس كان يفتقر لأسطول بحري قوي فإن الرجل خطط لتحالف مع الإمبراطورية الإنجليزية لضرب إسبانيا و تقسيم ممتلكاتها الاستعمارية بين البلدين في القارتين الآسيوية و الأمريكية على قاعدة المثل الشهير عدو عدوي صديقي، و كان المغرب مقتنعا بأنه يمتلك السلاح الفتاك لذلك ، و هو الرجال المدربون من ذوي الخبرات، فيما سيعتمد على الأسطول البحري البريطاني المشهود له و الذي دمر في حرب الأرمادا الإسبانية و المعركة الشهيرة "جريفلاينز البحرية" و كمحاولة من السلطان المغربي لإقناع الملكة الإنجليزية إليزابيث الأولى بسدد رأيه أكد لها حقيقة أن الجنود المغاربة الذين عملوا في إفريقيا الغربية متعودون على الجو الحار و الإستوائي المشابه لما هو موجود في آسيا و أمريكا الجنوبية، حيث كان المقترح المغربي للتنسيق مع الإنجليز لمهاجمة الإسبان و الذي قدمه السلطان عبر سفير المغربي عبد الواحد ين مسعود إلى لندن سنة 1598 ، حيث كان يواجه عائقا كبيرا، ألى و هو تحميل الإنجليز قبل عشر سنوات للمغاربة مسؤولية فشل حملة لشبونة التي فشل فيها الإنجليز في احتلال لشبونة و طرد الإسبان بعد أن كان المغاربة وعدوا بإمدادهم بالرجال و الأسلحة والمؤونة اللازمة لذلك إلا أن الدعم المغربي لم يصل أبدا لأن المنصور كان يخطط لاستغلال ضعف اسبانيا لإجبارها على التخلي عن سبتة و مليلية و باقي الجزر المحتلة إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهي سفن المغرب. لكن ما انبهر له الإنجليز أن المغاربة كانوا على علم تام بمواقع تواجد المستعمرات البرتغالية و الإسبانية في آسيا و أمريكا الجنوبية، بفضل الجواسيس المنتشرين في هذه البقاع و الذين كان أغلبهم من الأندلسيين الذين سافروا إلى تلك الأنحاء، كما أن من تبقى من المورسكيين و بعد مغادرتهم إلى المغرب كانوا يحملون معهم أخبار السفن المحملة بالذهب و النفائس القادمة من كل هذه الأرجاء. كان بالإمكان أن يتحقق حلم السلطان المغربي، لولا وجود ظروف موضوعية لعدم تطبيق بنود التحالف المغربي الإنجليزي المعروف بالاتفاق الأنجلو مغربي في بداية القرن السابع عشر، ويتجلى أولاها في وفاة السلطان أحمد المنصور و الملكة إليزابيت الأولى في وقت متقارب من عام 1603 فيما لم يذهب وريثاهما في نفس المنهج، أما ثانيها فيتجلى في أن الإنجليز كانوا مدركين إلى أن الوصول المغربي لهذه الأرجاء سيعني بالضرورة انتشار الإسلام خصوصا في جنوب شرق آسيا حيث هناك ساكنة مسلمة ما يهدد بالضرورة أي مستعمرات لها هناك، و ثالثا فإن الإنجليز ادركوا أنه من غير المجدي لهم خوض حرب كبيرة بعيدة عن قواعدهم، لذلك فضلوا الاستمرار في أعمال القرصنة التي كانوا يقومون بها ضد السفن الإسبانية القادمة من هذه المناطق.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك