من ابتزاز الدولار إلى توافقات أمنية غير معلنة..هل قادة الإطار على علم بما يجري؟

من ابتزاز الدولار إلى توافقات أمنية غير معلنة..هل قادة الإطار على علم بما يجري؟
دولية / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

مغربنا1-maghribona1 قبل الخوض في الحديث عن معلومات تخص لقاء قادة أمنيين عراقيين مع قادة جيش الإحتلال الأميركي مطلع الشهر الجاري فإنه يجب التذكير بوضع الأميركي في العالم إجمالاً . الجيش الأميركي الآن لم يعد هو جيش عام ١٩٩١ أو حتى عام ٢٠٠٣ حيث أن هزيمته في العراق و انسحابها منه عام ٢٠١١ و كذلك إنسحابه السريع من أفغانستان قبل عامين من الآن و قد خلف وراءه ترسانة هائلة من المعدات و الأسلحة هناك إلى جانب مشاهد عالقة في الأذهان لتساقط عملائه العالقين في أجسام طائراته العسكرية خشية المصير المجهول تؤكد بأن معنويات قادته لم تعد تسعفه في البقاء في أرض ترفض وجوداته اللاشرعية. و كذلك توقيع البنتاغون على عقود مؤخراً مع شركات تسليح اميركية بعد خواء معظم ترسانته العسكرية من العتاد جراء الحرب الروسية- الأوكرانية و لم يتبق لديه سوى القنابل العنقودية المحرمة دولياً هذا من جانب التسليح المتناقص و معنويات عناصر جيوشه المتدهورة. كما أن الأميركي المنهك ليس في وارد إختلاق حروب كبرى حرصاً منه على انسياب التدفق النفطي من دول المنطقة ، و لكنه بالتأكيد سيعيد اللعب بورقة الإرهاب التي اعتاد عليها في حروب الجيل الرابع ، و ستكون ساحة حربه غير المباشرة هي الأراضي السورية بعد إدراكه المتيقن بضعف الكيان الصهيوني و هشاشة وجوده وسط تراكم متصاعد لقوى المقاومة في المنطقة لاسيما عند حدود فلسطين المحتلة شمالاً. أما من الناحية الجيوسياسية فإن أمريكا تشعر بأنها كياناًً غير مرغوب به من قبل أنظمة المنطقة لاسيما السعودية التي بدأت بالبحث عن شركاء لها أكثر إتزاناً كالصين مثلاً ، و هذا الإدراك الخليجي المتأخر تجاه أمريكا هو بسبب سياسات ترامب التي أوضحت حقيقة كون أنظمة الخليج بأنها لا تعد سوى أبقاراً حلوباً لأمريكا. الأميركي الذي يئنّ من تبعات حروبه المتنقلة في العالم لا يملك سوى أداتان يبتز بها من يمثلون السياسة العراقية و الذين استجابوا للجانب الأميركي بتوقيع اتفاقات غير معلنة سأذكرها خلال تسلسل الحديث. ما هما الأداتان التي لدى قادة الحرب في أمريكا ؟ ⁃ سطوة الدولار و هيمنة أمريكا على الإقتصاد العراقي بكل تفاصيله . ⁃ جعجعة آليات ألويته الحربية و التي تحتشد في قواعده بالعراق إنطلاقاً من قاعدة الترانزيت في الكويت. خلال هاتين الأداتين تستخدم أمريكا أسلوب الجزرة و العصا مع الحالمين بولاية ثانية لرئاسة الوزراء و حفنة من المستشارين الذين ثبت ولاؤهم للجانب الأميركي منذ الأيام الأولى لما تسمى بثورة تشرين المعروفة بشعاراتها و توجهاتها الشعبوية و العلمانية. الأسلوب الأميركي القديم الجديد و الذي استخدمته ضد دول الخليج مسبقاً و الذي تستخدمه ضد العراق حالياً مُتَأتّ من ضعف عراقي في سياسته الخارجية مشفوعاً بأحلام تراود صبيان الحكم ، حيث تؤكد المعلومات وجود إتفاق غير معلن جرى بين قادة البنتاغون مع قادة الوفد الأمني العراقي مؤخراً على إطلاق يد جيش الإحتلال الأميركي في العراق . بنود هذا الإتفاق المخزي و الذي لا يعلم به معظم قادة الإطار جرى بضوء أخضر من السوداني الطامح بولاية ثانية و الذي سيلتقي بايدن الأسبوع المقبل في نيويورك. إن إنشغال بعض الدول الإقليمية في تحرير أموالها المحجوزة في مصارف كوريا و حراجة موقفها إلى جانب الطموح السياسي لدى رئيس الوزراء و مستشاريه أوجدا فرصة لتمدد عسكري أميركي على الأرض العراقية و الذي سوف لن يتوقف حيث تطمح سفيرة الإحتلال إلى الإستحواذ على الملف السياسي العراقي تدريجياً فيما لو لم يسارع قادة الإطار المنشغلين بدعايتهم الإنتخابية لمجالس المحافظات إلى وضع الأحجار في جيب رئيس الوزراء لكبح جماح اندفاعه نحو أمريكا. و أخيراً… التمدد الأميركي السياسي و العسكري في العراق يخدم الكيان الصهيوني في الدرجة الأساس و يجب على كل سياسي ألا يسمح بهذا التمدد غير الشرعي مهما بلغت التبعات و يجب أيضاً تحرير السيطرة المالية الأميركية على العراق و تحجيم أحلام سياسيي الصدف عبر التوقيع على أوراق بيضاء للجانب الاميركي من شأنها الإمعان في رهن العراق و مصيره بيد قادة أمريكا .

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك