أنتلجنسيا المغرب: ابو ملاك
في خطوة جريئة تعكس تحولات عميقة في
المشهد الجيوسياسي الأوروبي، استدعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زعماء 34 دولة
حليفة لمناقشة استراتيجية جديدة للدفاع عن القارة الأوروبية، مستبعدًا بشكل لافت
الولايات المتحدة من هذه المشاورات.
هذا التحرك يفتح الباب أمام تساؤلات
عدة حول مدى استعداد أوروبا لتقليل اعتمادها على الحماية الأمريكية وبناء منظومة
دفاعية مستقلة.
ماكرون، الذي لطالما دعا إلى تعزيز
"السيادة الدفاعية الأوروبية"، يسعى من خلال هذه المبادرة إلى وضع خارطة
طريق لمواجهة التحديات الأمنية التي تهدد القارة، سواء من ناحية التوترات
المتصاعدة شرقًا أو المخاطر السيبرانية والهجومات غير التقليدية.
ويرى مراقبون أن استبعاد واشنطن من
هذه القمة يحمل رسالة واضحة بأن أوروبا لم تعد ترغب في البقاء تحت المظلة العسكرية
الأمريكية، خاصة في ظل تذبذب التوجهات الأمريكية تجاه حلفائها الأوروبيين خلال
السنوات الأخيرة.
الاجتماع، الذي يضم دولًا من الاتحاد
الأوروبي إلى جانب حلفاء استراتيجيين، من المتوقع أن يناقش آليات تمويل القدرات
الدفاعية الأوروبية، وتعزيز التنسيق بين الجيوش، وربما حتى فكرة إنشاء قوة عسكرية
أوروبية موحدة، وهي الفكرة التي سبق أن طرحها ماكرون لكنه واجه آنذاك معارضة من
بعض الدول التي تفضل البقاء تحت غطاء الناتو.
في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال
الأهم: هل تنجح فرنسا في إقناع حلفائها بأهمية مشروع دفاع أوروبي مستقل، أم أن
الانقسامات الداخلية والمصالح المتباينة ستُضعف هذه المبادرة، لتبقى أوروبا رهينة
حسابات الحلف الأطلسي وتوازناته الدولية؟ .
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك