أنتلجنسيا المغرب: الرباط
شهدت العاصمة الرباط ندوة مهمة حول
"قضية الصحراء المغربية: من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير"، وهي
الندوة التي نظّمها منتدى الصحراء للحوار والثقافات، والتي جمعت العديد من الخبراء
والمسؤولين الرسميين والفاعلين المجتمعين.
وقد أكّد المشاركون في هذا اللقاء على التحولات
العميقة التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة في مختلف المجالات التنموية.
من جانبه، أشار صلاحي السويدي، رئيس
منتدى الصحراء للحوار والثقافات، إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها المؤسسات
الحكومية المختلفة من أجل تحقيق تنمية مستدامة في الأقاليم الجنوبية، مع التركيز
على تعزيز الحكامة الرشيدة وتفعيل مبدأ المشاركة المواطنية.
وأكد على ضرورة الانتقال من مرحلة
التدبير إلى مرحلة التغيير التي ترسخ المكتسبات وتدعم الوحدة الترابية للمملكة.
أما محمد وحميد، الكاتب العام
بالنيابة لوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، فقد شدّد على أن الرؤية
الملكية السديدة أسهمت بشكل كبير في إحداث تغييرات جذرية في الأقاليم الجنوبية،
مشيرًا إلى أن المغرب أصبح الآن في مرحلة الإقلاع التنموي الحقيقي بفضل
الاستثمارات المتزايدة في الطاقة المتجددة.
وذكر أن هذه المشاريع تساهم في تعزيز
الموقع الاستراتيجي للمملكة كمركز للطاقة النظيفة على مستوى القارة الأفريقية.
على نفس المنوال، أشار يوسف
الصويبرات، عن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إلى الدينامية
الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية، موضحًا أن المشاريع
المهيكلة التي أطلقها جلالة الملك تهدف إلى تحسين جودة الحياة وخلق فرص العمل. كما
لفت إلى الجهود التي تبذلها الوزارة في تحسين مستوى التعليم في هذه المناطق، من
خلال توسيع العرض التربوي وتحقيق التكامل بين التعليم والأنشطة الرياضية.
وفي إطار الحديث عن الإنجازات
التنموية، أكد محمد جواد قاسمي، مدير المعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي،
أن الأقاليم الجنوبية حققت العديد من النجاحات في مختلف المجالات، بدءًا من البنية
التحتية وصولاً إلى المجالات الصحية والتعليمية. وأوضح أن هذه النجاحات تأتي في
إطار النموذج التنموي الخاص بهذه المناطق.
من جهة أخرى، نُظمت في نهاية الندوة
فعاليات تكريمية لعدد من الفاعلين في المجتمع المدني الذين توفوا، وذلك تقديرًا
لإسهاماتهم الكبيرة في دعم القضية الوطنية وتعزيز التنمية في الأقاليم الجنوبية.
هؤلاء الفاعلون شملوا الراحلين مثل خالد الركيبي، رئيس الجمعية المغربية للدعم
الطبي بالعيون، وعزيزة يحضيه عمر، رئيسة رابطة كاتبات المغرب.
وفي ختام الندوة، تم تقديم عروض حول
المنجزات التنموية التي تم تحقيقها في الأقاليم الجنوبية، بما في ذلك قطاعات
التجهيز والماء، التعليم العالي والبحث العلمي، والصحة والحماية الاجتماعية، والتي
تساهم جميعها في تحسين الظروف المعيشية للسكان.
هذه الندوة تمثل خطوة هامة نحو تعزيز
الوعي التنموي في الأقاليم الجنوبية، التي تعتبر نموذجًا يُحتذى به في التنمية
المستدامة على الصعيدين الوطني والأفريقي.
Top of Form
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك