صرخة من أجل حماية الهوية الثقافية..جمعيات مغربية تُطلق حملة لمناهضة الهدم اللغوي

صرخة من أجل حماية الهوية الثقافية..جمعيات مغربية تُطلق حملة لمناهضة الهدم اللغوي
ثقافة وفنون / الجمعة 20 دجنبر 2024 15:22:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب

في خطوة لافتة تسلط الضوء على قضية تآكل الهوية اللغوية والثقافية بالمغرب، أطلقت جمعيات مغربية حملة وطنية لمناهضة ما وصفته بـ"الهدم اللغوي المغربي"، وذلك في إطار الدفاع عن التنوع اللغوي والثقافي بالمملكة، وضمان استمرارية اللهجات المحلية في وجه تيارات الهيمنة الثقافية.

الحملة، التي تشارك فيها مجموعة من الجمعيات الناشطة في مجال الثقافة واللغة، تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على الموروث اللغوي المغربي، الذي يعكس تعايشاً فريداً بين الأمازيغية والعربية والدارجة المغربية، إضافة إلى اللهجات المحلية الأخرى. وتأتي هذه المبادرة وسط مخاوف متزايدة من اندثار بعض اللهجات المحلية بفعل العولمة الثقافية وسيطرة اللغات الأجنبية على العديد من القطاعات بالمغرب، بما فيها الإعلام والتعليم.

رسالة الحملة: حماية الهوية اللغوية

أكدت الجمعيات المنظمة أن الحملة تسعى إلى فتح نقاش وطني شامل حول "الهدم اللغوي"، وهو المصطلح الذي أطلقته للإشارة إلى تراجع مكانة اللغات المغربية الأصلية في الحياة اليومية وفي المؤسسات الرسمية. كما دعت إلى اتخاذ خطوات عاجلة لدمج اللهجات المحلية في المناهج الدراسية، ودعم الإعلام المحلي الذي يبث بلغات ولهجات تعبر عن الهوية الوطنية.

وفي تصريح لإحدى الجمعيات المشاركة، قالت الناشطة الثقافية سلمى بن علال:
"الهدم اللغوي ليس مجرد خطر ثقافي، بل هو تهديد مباشر لهويتنا الجماعية. إذا فقدنا لغاتنا ولهجاتنا، نفقد جزءاً من ذاكرتنا وتاريخنا."

محاور الحملة وأهدافها

الحملة تتضمن عدة محاور، منها:

  1. إطلاق ندوات توعوية: للتعريف بأهمية التنوع اللغوي المغربي وضرورة حمايته.
  2. دعم الإنتاج الثقافي باللهجات المحلية: عبر تمويل مشاريع أدبية وفنية تعبر عن الروح اللغوية المغربية.
  3. تعزيز استخدام اللهجات في الإعلام: من خلال المطالبة بإنتاج محتوى إعلامي يعكس الواقع اللغوي للمغاربة.
  4. مطالب سياسية: تدعو إلى تعديل السياسات اللغوية بالمغرب لتشمل حماية اللهجات المحلية والاعتراف بها في الدستور.

ردود الأفعال وتفاعل الجمهور

لاقت الحملة صدى واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبّر نشطاء مغاربة عن دعمهم لهذه الخطوة. وتداول المستخدمون وسم #حماية_اللغات_المغربية، مطالبين الدولة بالتدخل العاجل لتعزيز مكانة اللهجات المحلية في مختلف المجالات.

تحديات الهدم اللغوي

يرى خبراء أن الهدم اللغوي في المغرب يرتبط بعوامل عدة، منها:

  • العولمة اللغوية: التي ساهمت في تهميش اللهجات المحلية لصالح اللغات الأجنبية.
  • الإهمال المؤسسي: حيث لا تزال العديد من اللهجات خارج دائرة الاهتمام في التعليم والإعلام.
  • التوجه نحو الحداثة: الذي دفع العديد من الشباب إلى تقليد الثقافات الأجنبية على حساب التراث المحلي.

المطالب في ظل الحملة

دعت الجمعيات إلى إقرار سياسات تعليمية تضمن تعليم اللغات المحلية في المدارس، وإنشاء مراكز بحث متخصصة في توثيق اللهجات المغربية المهددة بالاندثار. كما شددت على أهمية إشراك المجتمع المدني في صياغة السياسات اللغوية.

ختاماً

الحملة ليست فقط نداءً لحماية اللغة، بل هي صرخة جماعية للحفاظ على الهوية المغربية بمختلف مكوناتها. وستكون الأيام المقبلة حاسمة في تحديد مدى استجابة المؤسسات والمجتمع لهذه المبادرة، التي قد تشكل نقطة تحول في مسار تعزيز التنوع اللغوي والثقافي بالمغرب.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك