أنتلجنسيا المغرب: أبو ملاك
في مشهد مرعب كاد يتحول إلى مأساة إنسانية، انقلبت حافلة مخصصة لتوزيع قنينات الغاز بحي فرح السلام بمدينة الدار البيضاء، لتسقط حمولتها فوق سيارة كانت مركونة بعين المكان. الحادث، الذي نجا منه السكان بأعجوبة، أعاد إلى الواجهة النقاش حول مدى صلاحية الحافلات التي تجوب الأحياء محملة بمادة شديدة الانفجار.
الصدمة لم تكن فقط في خطورة الحادث، بل في الحالة المهترئة التي كانت عليها الحافلة، ما طرح تساؤلات حارقة حول فعالية مراكز الفحص التقني، التي يُفترض أن تضمن سلامة هذه العربات، لكنها على ما يبدو، تغض الطرف بفعل علاقات مشبوهة ونفوذ قوي لأصحاب شركات التوزيع المتحالفة مع المزود الرئيسي الكبير في القطاع.
الواقع يكشف عن غابة من الفوضى تغطيها
الحماية والمصالح المتشابكة، حيث يُترك المواطن تحت رحمة حافلات متهالكة تُنقل على
متنها قنابل موقوتة تسير وسط الأحياء المكتظة، دون أدنى مراقبة فعلية أو محاسبة
جادة، في ظل صمت الجهات الوصية وتواطؤ غير معلن.
وحدها الألطاف الإلهية حالت دون
اشتعال قنينة واحدة، وهو ما كان سيحوّل الحي السكني إلى رماد، لكن إلى متى سيُترك
المواطن يواجه الموت اليومي باسم الربح؟
الحادث ليس مجرد قضاء وقدر، بل ناقوس
خطر يستدعي تدخلًا عاجلًا لكشف من يحمي هذه الفوضى ومن يتحمل تبعاتها.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك