أنتلجنسيا المغرب:الرباط
أعلنت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، تسجيل 79 حالة إصابة بمرض الحصبة "بوحمرون"، في صفوف النزلاء داخل 13 مؤسسة سجنية بالمغرب.
هذا التصاعد المفاجئ أثار قلقًا واسعًا، خاصة في ظل الظروف التي تعيشها السجون، والتي قد تزيد من انتشار العدوى بين السجناء.
تفاصيل الوضع الصحي
وأوضحت المندوبية، في بيان لها، أن الحالات المصابة تخضع للرعاية الصحية اللازمة وفق البروتوكولات الطبية المعمول بها. كما أكدت أن الوضع تحت السيطرة حاليًا، حيث تم عزل الحالات المصابة واتخاذ إجراءات احترازية للحد من انتشار المرض داخل المؤسسات السجنية.
مرض الحصبة، المعروف محليًا بـ"بوحمرون"، هو مرض فيروسي شديد العدوى ينتقل عبر الهواء أو الاتصال المباشر، ويعد السجناء من الفئات الأكثر عرضة للإصابة به نظرًا للاكتظاظ داخل السجون وضعف التهوية في بعض المرافق.
إجراءات المندوبية للحد من الانتشار
في مواجهة هذا الوضع، أكدت المندوبية أنها قامت بمجموعة من التدابير الوقائية، من بينها:
عزل المصابين عن باقي السجناء لتجنب انتشار العدوى.
توفير اللقاحات والعلاجات الضرورية لجميع المصابين والمخالطين.
تكثيف عمليات التعقيم داخل المؤسسات السجنية.
التنسيق مع السلطات الصحية المحلية لتقديم الدعم الطبي اللازم.
دعوات لتحسين الظروف الصحية في السجون
يأتي هذا التطور في وقت تزداد فيه الأصوات الحقوقية المطالبة بتحسين الأوضاع الصحية داخل السجون المغربية. المنظمات غير الحكومية حذرت مرارًا من أن الاكتظاظ وضعف البنية التحتية الصحية قد يؤديان إلى تفشي الأمراض المعدية بسرعة بين السجناء، وهو ما يستدعي إصلاحات عاجلة لضمان حقوق هذه الفئة في الصحة والعلاج.
سياق أوسع
الحالة الراهنة تعيد إلى الواجهة النقاش حول الوضع الصحي العام في السجون المغربية، حيث تشير تقارير سابقة إلى معاناة عدد كبير من النزلاء من أمراض مزمنة ونقص في الرعاية الصحية. ويطالب الفاعلون الحقوقيون بضرورة توفير طواقم طبية متخصصة بشكل دائم في المؤسسات السجنية، وتعزيز آليات الكشف المبكر عن الأمراض المعدية.
تفشي مرض "بوحمرون" في السجون المغربية يمثل إنذارًا يستدعي تدخلاً شاملاً ومستدامًا، ليس فقط للتعامل مع الوضع الراهن، ولكن أيضًا لإعادة النظر في المنظومة الصحية داخل السجون. فالحق في الرعاية الصحية، كما تؤكد المواثيق الدولية، يشمل جميع الأفراد بغض النظر عن وضعهم القانوني أو الاجتماعي.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك