أنتلجنسيا المغرب: حاوره فهد الباهي/إيطاليا .
في تصريح خاص لموقع "أنتلجنسيا المغرب"، عبر إتصال هاتفي مع الفنان
الكبير الممثل والمسرحي والباحث "حسن
مكيات"، تحدث عن الواقع الصعب الذي يعيشه الإنتاج التلفزيوني في المغرب،
مشيرًا إلى أن سيطرة نفس الوجوه على البرامج يعود إلى اعتبارات لا تمت للفن بصلة،
بل ترتبط بالعلاقات الشخصية والمصالح.
وأكد أن بعض المخرجين يكررون الأساليب البصرية دون تجديد أو إبداع،
رغم توفر الإمكانيات التقنية الحديثة، وأضاف أن البرامج الضعيفة تستمر بفضل هيمنة
بعض الشركات التي تربح الصفقات بغض النظر عن جودة المحتوى.
كما لفت إلى تأثير الشركات الإعلانية في فرض أسماء معينة على الشاشة،
مما يؤثر سلبًا على التنوع الإعلامي في البلاد.
وهذا نص الحوار مع الأستاذ الفنان الكبير "حسن
مكيات"
لماذا تسيطر نفس الوجوه على البرامج التلفزيونية دون تغيير أو تجديد؟
هذا يطرح
مجموعة من التساؤلات: هل هي حقًا أحسن ما يوجد في السوق وأفضل ما يوجد في الميدان،
أم أن هناك أشياء غير مفهومة؟ بطبيعة الحال، الإجابة واضحة، هناك أشياء غير طبيعية
وأخرى لا تمتّ للفن بصلة. الأمور ليست مرتبطة بتوزيع الأدوار بناءً على الكفاءة
المهنية والتجربة، بل هي مرتبطة بأمور أخرى لا داعي للخوض فيها.
هل يعتمد اختيار مقدمي البرامج على الكفاءة أم العلاقات والاعتبارات الشخصية؟ .
هذا السؤال
مرتبط بالسؤال الأول، فهناك اعتبارات تأتي أولًا وقبل كل شيء، وتسبق الاعتبارات
المهنية والفنية. وتوضيح الواضحات من المفضحات، فهناك أمور لا تمتّ للفن بصلة، وهي
التي تتحكم في توزيع الأدوار وإسنادها إلى أشخاص معينين.
لماذا يكرر المخرجون نفس الأساليب البصرية دون إبداع أو تجديد في الإنتاج؟.
بطبيعة
الحال، فاقد الشيء لا يعطيه. كما يُقال: "من الخيمة خرج مايل"، فمنذ
البداية لا يوجد حسيب ولا رقيب، والأمور تُدار بينهم ولهم. نفضّل أحيانًا الصمت،
لأنه لا يوجد من يحاسب، والهدف الأساسي أصبح ماديًا أكثر من كونه فنيًا.
هل يواكب الإنتاج التلفزيوني المغربي التطورات التقنية العالمية أم لا يزال تقليديًا؟.
بالنسبة
للمواكبة، نعم، هناك إمكانيات وتقنيات متطورة أفضل بكثير مما كان في السابق، لكنها
لا تشفع لجودة العمل الفني. هذه التطورات والإمكانيات قد تحسّن بعض الجوانب
التقنية، لكن إذا لم يكن القائمون على الأمر في المستوى المطلوب، فإنها تظلّ مجرد
إمكانيات لا تصنع فنًا جيدًا.
ما الأسباب التي تجعل بعض البرامج تستمر رغم ضعف محتواها وإنتاجها؟
استمرار
بعض البرامج والأعمال، خصوصًا الدرامية منها، مرتبط بالشركات التي تفوز بالصفقات
دائمًا. مهما كانت جودة منتوجها، فإنها ستستمر، بدعم من المتحكمين في زمام الأمور،
في ظل غياب المحاسبة والرقابة.
هل تفرض الشركات الإعلانية أسماء معينة على الشاشة، مما يؤثر على التنوع الإعلامي؟
طبعًا،
هناك "مستشهرون" وبعض الشركات التي تملك حصة الأسد في الدعاية للأعمال
التلفزيونية، مما يسمح لها بفرض بعض الوجوه. وأحيانًا، نجد أن العمل التلفزيوني
يُعرض مباشرة بعده إعلان يظهر فيه نفس الممثل أو الممثلة.
لماذا تظل بعض القنوات متمسكة بأسلوب إخراجي قديم رغم توفر إمكانيات حديثة؟
فاقد الشيء
لا يعطيه. لا يمكن العمل في مثل هذه الظروف، فالأولوية أصبحت للأسراع في التنفيذ
وليس للجودة. في الماضي، كان العمل التلفزيوني يُنجز في مدة تتراوح بين 20 يومًا
وشهر، أما الآن فأصبح يتمّ بين ستة وثمانية أيام. لاحظ الفرق! لذا، فإن الأسرع هو
من تُسند إليه الأعمال، حتى إن المخرج لم تعد له سلطة توزيع الأدوار، بل أصبح يصور
وكأنه يوثّق مباراة كرة قدم، دون تدخل حقيقي منه.
هل يتم استغلال المواهب الشابة في الكتابة والإخراج، أم أن السوق مغلق أمامهم؟
دون إطالة،
هناك دائرة مغلقة، يحتكرها أشخاص بعينهم يكتبون، ويعملون، وينتجون، وكأن المجال
حكرٌ عليهم.
ما مدى تأثير المحسوبية
في توزيع الميزانيات على البرامج والإنتاج الفني؟
ليس الأمر
متعلقًا بالمحسوبية فقط، فالأمور واضحة تمامًا، ولا تحتاج إلى مزيد من التوضيح. من
الطبيعي جدًا أن نرى نفس الشركات ونفس الوجوه، لأنهم صنعوا لأنفسهم دائرة
وأغلقوها، وانتهى الأمر.
هل هناك رقابة فعلية على جودة المحتوى المقدم، أم أن الجمهور مجبر على مشاهدته؟
الجمهور
مجبر على مشاهدة هذه الأعمال، رغم أنها تُنتَج من المال العام. انتقاده أو استياؤه
لا وزن له ولا صدى، لأنه لا يوجد من يحاسب. هل سيحاسبون أنفسهم؟ لا. وكما يُقال:
ستبقى دار لقمان على حالها. كل سنة، يُقال نفس الكلام: "حامض" (يقصدون
الجمهور)، وأحيانًا تُعرض أعمال تمسّ بهويتنا وأخلاقنا، ورغم ذلك، لا يُسمع صوت
الجمهور المغربي نهائيًا. فهو يحتج، يعترض، أو حتى يُعجب بعمل ما، لكن في النهاية،
كأنما "يطحن رأسه في الحائط" .
نبدة عن الفنان الممثل والمسرحي والباحث الكبير " حسن مكيات "
"حسن مكيات" وُلد في 3 يناير 1963 في مدينة الرباط بالمغرب،
بدأ مشواره الفني في سن مبكرة وحقق شهرة واسعة من خلال مشاركته في العديد من
الأعمال الفنية المتنوعة.
"حسن مكيات" هو أحد أبرز
الوجوه الفنية في المغرب، ويُعد من الممثلين الذين تركوا بصمة واضحة في الدراما
التلفزيونية والمسرحية المغربية، بدأ مسيرته الفنية في أوائل الثمانينات، حيث
انطلق من المسرح وتدرج ليشارك في العديد من الأعمال الناجحة.
من أبرز أعماله "رمانة وبرطال"، السلسلة
الكوميدية التي أبهرت الجمهور المغربي، حيث لعب دور "برطال" إلى
جانب الممثلة زهيرة صادق، كما شارك في "عائلة السي مربوح"، في نسختيه الذي تناول الحياة اليومية بأسلوب كوميدي،
في "أولاد الناس"، قدم حسن مكيات دورًا لافتًا في إحدى
المسلسلات الاجتماعية الأكثر مشاهدة.
حسن مكيات يعتبر من الوجوه التي تتمتع بقدرة كبيرة على التكيف مع أنواع مختلفة من الأدوار، سواء كانت درامية أو كوميدية، ومن أبرز أعماله الأخرى "المستضعفون" الذي تناول قضايا اجتماعية مهمة، . إضافة إلى مشاركاته السينمائية في أعمال فنية كبيرة لقيت تأييدا جماهري واسع .
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك