أنتلجنسيا مغربنا 1- Maghribona 1
المؤرخ الأنثروبولوجي المغربي عمر بوم المقيم بالولايات المتحدة وعضو أكاديمية المملكة المغربية يكشف، في حديث لوكالة المغرب العربي للانباء، عن رهانات التوارث بين الأجيال التي تناولها في عمله الجديد بعنوان "الرقاص الأخير"، وهي سيرة ساعي بريد حمل الرسائل سيرا على الأقدام جنوب المغرب.
وفي هذا العمل، الذي صدر بثلاث لغات (العربية والفرنسية والإنجليزية) والذي سيقدم يوم غد الجمعة في إطار الدورة 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، يرصد المؤلف حياة والده الراحل فراجي بن لحسن بن بورحيم بن بوم الذي كان، على الأرجح، آخر الرقاصين المغاربة، سعاة البريد الذين كانوا يحملون الرسائل مشيا على الأقدام قبل ظهور مكتب البريد.
1- كيف تقدم كتابك «الرقاص الأخير»: قصة عائلية أم شريط وثائقي أم كلاهما معا؟
المؤلف عبارة عن سيرة ذاتية عائلية وإعادة سرد لأحداث تاريخية من وجهة نظر قروي بسيط ينحدر من جنوب شرق المغرب. مع مجدولين، ابنتي، التي أرفقت المؤلف برسومات تصويرية، نستخدم الصوت الإثنوغرافي لفراجي - والدي وجدها - لنحكي تاريخا محليا تم السكوت عنه أو إهماله، ليصبح فراجي ومنطقة طاطا، انطلاقا من هذا المنظور، نقطتين أساسيتين في تاريخنا تحكيان تاريخ المغرب.
2- فضلا عن كون هذا الاصدار بمثابة تكريم لوالدك، ومهنته كرقاص ومنطقتكما الأصلية، لدينا انطباع بأن فكرة التوارث بين الأجيال هي فكرة مركزية في هذا العمل... ما الذي يمكنك قوله بهذا الخصوص؟
بحكم عملي في مجال التعليم، أومن بأهمية الرسالة ووسائل نقلها لنجاح توارث المعارف بين الأجيال. وباعتباري مغربي مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، فأنا أؤمن، أيضا، بأهمية الحفاظ على الأواصر التي تربطني ببلدي ووالدي وعائلتي، وكأب فإني حريص على الحفاظ على الروابط التي تجمع بين ابنتي والواحة التي تنحدر منها.
المؤلف تمرين أدبي وفني لتوارث ليس فقط ذاكرة العائلة، بل تاريخ الوطن أيضا. لقد أصبح استخدام الكتب المصورة أو القصص المصورة اليوم مطلبا للتمكن من إشراك جيل الشباب المرتبط على نطاق واسع بالصور وكل ما هو بصري.
3- من خلال هذه القصة العائلية وأسفار فراجي، يُقرأ العمل وكأنه اطلالة جديدة على التاريخ العريق للمغرب، وماضيه الاستعماري، وتطور البريد المغربي، والاستقلال، وملحمة المسيرة الخضراء... كيف يتم هذا التحول من قصة فرد إلى قصة وطنية ؟
كان والدي أميا، لكنه كان شاهدا على العديد من الأحداث المحلية والإقليمية والعالمية. ما حاولت أنا ومجدولين القيام به هو سرد هذه القصة العالمية من المنظور البسيط لوالدي، وبالطبع ضمن سياقها بطريقة أكاديمية.
لقد اخترنا أن نروي قصة قروي بسيط من جنوب المغرب، وتحديدا من منطقة طاطا، التي كانت جزءا من الإدارات المحلية والاستعمارية ثم الوطنية. ونختتم بمشاركته في المسيرة الخضراء.
«الرقاص الأخير» في الأساس، هي حكاية ساعي بريد عاش التاريخ المغربي من ثلاثينيات القرن العشرين حتى عام 1975. إنها قصة قصيرة لا تتقيد بمعايير الكتابة التاريخية التي لا تركز على الأشخاص العاديين. النص التاريخي معزز برسوم مجدولين والصور الفوتوغرافية التي التقطتها لفراجي لتقديم رؤيته التاريخية الأصلية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك