مغربنا 1 المغرب
قال محمد الطوزي، باحث في العلوم السياسية، إن العلاقة بين السياسة على مستوى التدبير الحكومي، وبين التواصل، بمفهومه الشامل، علاقة قديمة حتّمتها حاجة الأنظمة السياسية إلى التواصل مع الرأي العام، “لأنه يستحيل على أي نظام أن يدبر الشأن السياسي بالعنف والإكراه فقط، ولا بد له من قنوات للإقناع عن طريق التواصل”.
ويتفاوت تعاطي الأنظمة السياسية مع وسائل التواصل حسب مدى تعدديتها وانفتاحها؛ ففي الأنظمة السلطوية، يضيف الطوزي، يتحول التواصل إلى دعاية، بينما في الأنظمة التي تسود فيها التعددية، توجد أشكال من التواصل أكثر تعددية، وذات قابلية على استيعاب مختلف الأصوات رغم تنافرها، وكذلك الأصوات المنتقدة لصوت السلطة.
وقال الطوزي في الدرس الافتتاحي الذي ألقاه في رحاب المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط حول موضوع “الزمن السياسي والزمن الإعلامي: تجاذبات وتفاعلات”، مساء الثلاثاء، إن العلاقة بين الزمنين تتّسم بالتشنج وأحيانا الصدام، لكنها في الآن ذاته تتسم بالتعاون والتفاعل.
وتحدث المحاضر عن التحولات التي طرأت على التواصل بعد الطفرة الكبيرة التي حققها الإعلام الإلكتروني، الذي أتاح للفاعل السياسي هامشا أكبر للتواصل، ووسّع نطاق الإطار الزمني المحدد الذي كان يفرضه الإعلام التقليدي، نظرا لقدرته على بثّ الأخبار في أي لحظة.
وعرّج الطوزي على دور الإعلام في التأثير في الحياة السياسية، لا سيما خلال الحملات الانتخابية، حيث يلعب دورا محوريا في فوز المرشحين أو خسارتهم، وكذلك صناعة السّاسة، الذين يبرزون من خلال المناظرات، إضافة إلى تأثيره في السياسات العمومية.
واعتبر المتحدث ذاته أن الإعلام الرقمي مكّن من دمقرطة أصول اللعبة السياسية بفتحه المجال أمام مختلف الأصوات، ما أفضى إلى ما سمّاه “سيطرة العصاميين”، موضحا أن الطفرة التي يعرفها الإعلام الرقمي أفضت إلى تسارع الزمن السياسي، وطغيان الانفعال على تدبير الشأن السياسي، تحت ضغط المشاعر التي يعبّر عنها الرأي العام، ما يؤدي إلى هفوات في التدبير.
ودعا الطوزي إلى مواكبة التغيرات التي يشهدها الميدان الإعلامي والسياسي من أجل تقديم معلومات دقيقة للمتلقي، وذلك عبر وضع إطار يلتقي فيه البحث العلمي والبحث على المستوى الإعلامي، “من أجل تمكين الفاعلين في الميدان من تملك شروط الحرفة”.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك