صفقة MQ-9 Reaper..تعزيز القدرات العسكرية المغربية أم تعزيز للنفوذ الأمريكي بالمنطقة

صفقة MQ-9 Reaper..تعزيز القدرات العسكرية المغربية أم تعزيز للنفوذ الأمريكي بالمنطقة
شؤون أمنية وعسكرية / الأربعاء 22 يناير 2025 15:54:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:لبنى مطرفي

في خطوة تُبرز التزام الولايات المتحدة بتوطيد علاقاتها الاستراتيجية مع المغرب، أقرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مباشرة بعد تنصيبه، صفقة جديدة لبيع أربع طائرات مسيرة من طراز "MQ-9 Reaper" للمغرب.

تأتي هذه الصفقة في وقت تواجه فيه المنطقة تحديات أمنية متزايدة، مما يجعل تعزيز القدرات الدفاعية المغربية أولوية استراتيجية.

طائرات "MQ-9 Reaper" تُعتبر من أكثر الطائرات تطورًا في مجال العمليات الجوية، حيث تتمتع بقدرة على التحليق لمدة تصل إلى 40 ساعة متواصلة،

وتُستخدم في عمليات الاستطلاع والقتال على حد سواء. هذه الطائرات قادرة على الطيران على ارتفاعات شاهقة وبسرعات كبيرة، مع قدرة استثنائية على حمل ذخائر متعددة مثل صواريخ AGM-114 Hellfire والقنابل الموجهة بالليزر.

عودة الصفقة في عهد ترامب

على الرغم من أن هذه الصفقة كانت قد توقفت خلال إدارة الرئيس الحالي جو بايدن نتيجة لمراجعات داخلية، إلا أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض في انتخابات 2024 أحيت الآمال في استئنافها.

يُظهر هذا القرار دعمًا واضحًا من واشنطن لتعزيز التعاون العسكري مع المغرب، الذي يُعد شريكًا استراتيجيًا رئيسيًا في المنطقة.

تأثير التطبيع على التعاون الدفاعي

الصفقة تأتي أيضًا في سياق اتفاقية التطبيع بين المغرب وإسرائيل التي وُقعت في عام 2020، والتي أسفرت عن تعزيز علاقات الرباط مع الولايات المتحدة. ومنذ ذلك الحين، تمت الموافقة على عدة صفقات دفاعية، كان أبرزها بيع طائرات "MQ-9B SeaGuardians"، مما يعكس نقلة نوعية في التعاون الدفاعي بين البلدين.

قدرات MQ-9 Reaper:ما وراء الطائرات

الطائرة MQ-9 Reaper، التي تُعرف أحيانًا باسم Predator B، طُورت من قبل شركة General Atomics لصالح القوات الجوية الأمريكية. وتتميز بقدرة كبيرة على تنفيذ العمليات القتالية والاستخبارية. يبلغ طول جناحيها 20 مترًا، ويمكنها التحليق على ارتفاع يصل إلى 15,420 مترًا. كما أن المحرك التوربيني القوي يمنحها قدرة على الطيران بسرعات تصل إلى 300 ميل في الساعة، مع حمولة تسليحية تصل إلى 1,500 كجم.

إلى جانب المهام القتالية، تستخدم الطائرات في مراقبة الحدود وعمليات الاستخبارات، ما يجعلها متعددة الاستخدامات. المغرب يُتوقع أن يستخدمها لتعزيز أمنه الوطني ومكافحة التهديدات الإرهابية والتهريب.

انتقادات وتشكيك في النوايا

مع كل هذا، تثار تساؤلات حول الجوانب السياسية الكامنة وراء الصفقة. هل تُعد الصفقة دليلًا على تعزيز الشراكة بين المغرب والولايات المتحدة أم أنها خطوة أمريكية لتعزيز نفوذها في المنطقة؟ البعض يرى أن توقيت الإعلان يهدف لدعم التحالفات السياسية لترامب في المنطقة، خاصة بعد التوترات الدولية الأخيرة.

مستقبل القدرات الدفاعية المغربية

من الواضح أن هذه الصفقة تُعزز مكانة المغرب كقوة إقليمية صاعدة، لكنها تضعه أيضًا أمام تحديات تقنية ولوجستية. استخدام هذه الطائرات يتطلب بنية تحتية متطورة وتدريبًا عالي المستوى للفرق الفنية، ما يفرض على المغرب استثمارات إضافية في قطاع الدفاع.

بينما يرى البعض أن صفقة "MQ-9 Reaper" تمثل خطوة مهمة لتعزيز قدرات المغرب الدفاعية، يشير آخرون إلى أن استمرار التعاون العسكري مع الولايات المتحدة يجب أن يُدار بحذر لضمان تحقيق مصالح وطنية مستدامة.

ومع تزايد التحديات الأمنية في المنطقة، تبقى هذه الصفقة علامة فارقة في مسار التعاون بين البلدين، لكنها تثير أيضًا أسئلة حول التوازن بين المصالح الوطنية والتحالفات الدولية.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك