بانوراما / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:
انتلجنسيا مغربنا 1- k /A Maghribona 1
كانت تحصل خلال الدروس الحسنية بعض الطرائف أو التدخلات الجانبية، عندما يلاحظ الحسن الثاني أمورا تستوجب التدخل، بوصفه عارفا بأمور الدين وليس فقط كرجل دولة أو كأمير للمؤمنين.
ويحكى مرة أن المرحوم عبد الحميد احساين، أحد مشاهير قراء القرآن في المغرب، كان يقوم بدور السارد خلال درس ألقاه الملك بنفسه، وكان موضوع الدرس هو الحديث النبوي الشهير عن جبريل عليه السلام الذي نزل على النبي ليعلم الناس أمور دينهم، وهو حديث طويل، فكان عبد الحميد احساين يلقي الحديث فقرة فقرة، والملك يفسر كل فقرة على حدة قبل أن ينتقل إلى الفقرة التالية، ونظرا إلى كون احساين كان من قراء القرآن المجودين فقد كان يلقي كل فقرة بطريقة مجودة على الطريقة المغربية، بحيث يستغرق ذلك وقتا، وعندما تكرر ذلك قال له الحسن الثاني بالدارجة «ازرب وبلا غنة»،
والغنة من مصطلحات علم التجويد، فارتبك عبد الحميد احساين وبدأ يسرع في القراءة حتى ضحك الحسن الثاني.
وفي إحدى المرات، كان الشيخ محمد الأزرق، وهو أحد علماء القرويين، يلقي درسا من دروسه أمام الملك الراحل من غير ورقة، لأن النظر في الورقة عيب لدى علماء القرويين القدامى، فحدث أن ارتبك أمام الملك فنسي بعض الأمور ولم يستطع الكلام، فالتفت إلى الملك وقال له «والله يا سيدي لقد أعطاك الله هيبة خاصة»، فضحك الحسن الثاني والحاضرون.
القرضاوي وتجديد الدين:
حصل بين الراحل الحسن الثاني وبين يوسف القرضاوي عام 1981 خلاف بسيط، حيث كان القرضاوي يلقي درسه حول الحديث النبوي عن تجديد الدين كل مائة سنة، فذكر رواية واحدة لهذا الحديث تقول»... من يجدد لها دينها»، فتدخل الملك وقال له إن هناك رواية أخرى تقول «... من يجدد لها أمر دينها»، لكن القرضاوي، حسب من حضروا ذلك الدرس، اعتبر تدخل الملك نوعا من الإهانة الشخصية له، وأن ملكا لا ينبغي أن يقاطع رجل دين لأنه لا يعلم تفاصيل التخصص العلمي.
وكانت بعض التعليمات التي تعطى للعلماء بألا يكثروا من رفع أيديهم أثناء إلقاء الدرس، وعدم رفع الصوت، لكن بعض العلماء كانوا يخرجون عن تلك التعليمات في بعض الأحيان بسبب طبيعة الموضوع، فيتدخل الملك بإشارة من يده أو وزير الأوقاف، وأحيانا كان الملك يتسامح إذا كان الموضوع يفرض ذلك، كما كان الملك أحيانا يتدخل في حالة خروج المحاضر عن موضوع الدرس، ويطلب منه الارتباط بالموضوع.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك