الهاربون : برا... بحرا... جوا ...

الهاربون : برا... بحرا... جوا ...
... رأي / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

مغربنا 1 المغرب : عبد الناصر فضيلي كلنا نتذكر ليلة الهروب من الدار البيضاء، التي صادفت عطلة عيد الاضحى و الاعلان المفاجئ لحظر التنقل بين المدن و ما نتج عنها من حوادث السير على مستوى الطرق السيارة ( في اتجاه برشيد و في اتجاه الرباط ) جراء خروج عدد كبير من المواطنين، للالتحاق بعائلاتهم آنذاك و الاحتفال بالعيد، في اخر الساعة قبل تطبيق هذا القرار. و كانوا حينها هؤلاء هم الهاربون . و نتذكر ايضآ احداث "الحريك الجماعي" ليلة الهجوم على سبتة حين عبر الالاف الحدود "الوهمية" لمدينة سبتة المحتلة. فرغم الطوق الامني و التحصينات العسكرية، استطاعوا شباب و شياب، بل اطفال و نساء، تخطي هذه الحدود بكل جرءة ، وغير ابهين بطول الامواج و الممرات البحرية، و كانوا هؤلاء حينها الهاربون بنسخة اخرى، سباحة عبر البحر، وليس كعمليات الحريك بالقوارب. اما الهاربون اليوم، فهم مجموعة من الشبان المغاربة و في عملية اشبه بمشهد الافلام السينمائية الهوليودية،  تمكنوا من الهروب من طائرة كانت تربط بين الدار البيضاء و اسطنبول. القصة و ما فيها ان هاته الرحلة الجوية عندما بلغت الاجواء الاسبانية و خلال مرحلة استقرار الطائرة في الجو، ادعى احد الشباب انه اصيب بنوبة مفاجئة مما دفع بطاقم الطائرة الى طلب الهبوط الاضطراري باحد المطارات الأسبانية و بالضبط مطار بجزيرة مايوركا، و عند ضبط المصاعد، اندفع الشباب و عددهم تقريبا 20 بطريقة، اسرع من سريع نحو بوابة الطائرة بعد احداثهم لفوضى عارمة و هم يحاولون الهروب قبل ان يتمكنو من ذلك مما خلق ارتباكا في المطار اضطرت معه السلطات الاسبانية الى اغلاق المطار قرابة 4 ساعات. الا ان تلك المحاولة باءت بالفشل، و حتى شاب الذي اصيب بالوعكة الصحية، و الذي تتهمه السلطات الاسبانية بتدبير العملية القي عليه القبض كذلك بعد هروبه من المستشفى. و هؤلاء ايضا هم  " الهاربون". افكار ابداعية خصوصا الشباب تظهر ان المغاربة قادرون على فعل المعجزات، و انهم ليسوا باغبياء ، و ما فيديهمش ، كما يعتقد الكثيرون، بل يدبرون امرهم و يعتمدون على قدراتهم الذاتية للخروج من الازمات. و العبرة للتأمل" حتى قط ما كيهرب من دار العرس " حسب من يرون انسداد الافاق امام الشباب هو ما دفعهم الى ارتكابهم هذا الفعل و الذي في نظر البعض الاخر تشويه لصورة المغرب. بناء عليه فان الثقل الكبير يقع على عاتق المسؤولين وجب ضم الشباب و تعزيزهم بالامل و المثابرة.  الشباب هم طلاب في مدرسة تسمى الدنيا  وجب بناؤه و توجيه سلوكه و طريقة تفكيره حيث انه لا مستقبل لامة فقد شبابها الامل و العزم و الغيرة و الهوية. 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك