مغربنا 1 المغرب
يعاني سكان منطقة مرزوكة التابعة إداريا لجماعة الطاوس (إقليم الرشيدية)، على غرار ساكنة المناطق المجاورة لها، صعوبات بسبب غياب الطبيب الرئيسي عن المركز الصحي “مرزوكة”، بالإضافة إلى غياب التجهيزات الطبية، وهو ما يجبرهم على قطع أكثر من 100 كيلومتر للوصول إلى مدينة الرشيدية من أجل العلاج.
وحسب المعطيات التي أفاد بها بعض القاطنين بمرزوكة، في تصريحات لجريدة هسبريس الإلكترونية، خلال زيارتها الأخيرة إلى المنطقة، فإن “المركز الصحي لمرزوكة ظل لأكثر من 5 سنوات بدون طبيب رئيسي، ويتم تسييره من طرف الأطر التمريضية التي تعاني بدورها من مشاكل بسبب ضعف التجهيزات الطبية المتوفرة”.
الساعة تشير إلى الثالثة بعد الزوال، من يوم الأربعاء 16 نونبر الجاري، إذ صادفت جريدة هسبريس عشرات النسوة أمام المركز الصحي سالف الذكر، حيث كانت الأبواب مغلقة، بما يشمل وحدة المستعجلات الطبية للقرب؛ وفي المقابل تم وضع رقم هاتفي بإحدى البوابات لممرض، بإمكان المريض الاتصال به وانتظار قدومه.
وأكدت النسوة الغاضبات، اللاتي صادفتهن الجريدة أثناء تواجدها بمرزوكة، أن أبواب المركز الصحي ووحدة المستعجلات دائما مغلقة، مشيرات إلى أن الإمكانيات سواء البشرية أو اللوجيستيكية غير موجودة، ما يجعل الأطر التمريضية في وضع محرج مع الساكنة، خاصة في ظل غياب الطبيب الرئيسي.
متحدثة لهسبريس أكدت أن الساكنة ظلت تعاني بسبب غياب الطبيب لأكثر من خمس سنوات، والمرضى والحوامل من المفروض عليهم وعليهن التوجه إلى مدينة الرشيدية، مضيفة: “نريد الاعتناء ببلدتنا ‘بحالنا بحال كاع الناس الي كيتهلاو فيهم'”، ومؤكدة أن الكثير من المرضى والحوامل يموتون في الطريق إلى الرشيدية بسبب طول المسافة، ومحملة المسؤولية للقطاع الوصي، “الذي لا يعير اهتماما لهذه الربوع”، وفق تعبيرها.
مبارك أوسيدي، فاعل جمعوي، قال إن “الإشكال الذي تعاني منه مرزوكة هو غياب الطبيب لأكثر من خمس سنوات”، مضيفا: “نحن كفاعلين جمعويين بالمنطقة راسلنا وزارة الصحة والحماية الاجتماعية وولاية الجهة، لكن الوضع للأسف باق على ما هو عليه”.
وأكد أوسيدي أن مرزوكة تضم أكثر من 7000 نسمة، فيما المركز الصحي بدون طبيب، مشيرا إلى أن المنطقة معروفة بكونها سياحية يتوافد عليها آلاف السياح من مختلف بقاع العالم، ومضيفا أن “الحديث عن تشجيع السياحة والاستثمار غير ممكن في الظروف الحالية، خاصة أن أبسط الضروريات غير متوفرة، منها الطبيب الرئيسي الذي يمكنه إسعاف وعلاج المرضى من أبناء المنطقة والسياح”، وفق تعبيره
وتعليقا على الموضوع، أكد خالد السالمي، المدير الجهوي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بجهة درعة تافيلالت، أن هناك نقصا حادا في الأطباء العامين في جميع أقاليم الجهة، وليس في إقليم الرشيدية وحده، مضيفا أنه تم تنظيم عدد كبير من المباريات لتوظيف الأطباء على المستوى الجهوي، لكنها لم تعرف إقبال الأطباء العامين.
وأضاف السالمي، في تصريح لهسبريس، أن غياب الطبيب بالمركز الصحي لمرزوكة عائد بالأساس إلى النقص في الأطباء العامين في الجهة، على غرار باقي جهات المغرب، مؤكدا أن المديرية الجهوية بصدد إعداد إطلاق مباراة أخرى من أجل المساهمة في تقليص الإشكال.
واختتم المسؤول الجهوي للصحة والحماية الاجتماعية حديثه مع الجريدة بالقول: “هناك خمس اتفاقيات بين ولاية جهة درعة تافيلالت والأقاليم التابعة لها، ومجلس جهة درعة تافيلالت والمجالس الإقليمية ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية، من أجل توظيف أطر صحية، خصوصا الأطباء، والعملية وصلت إلى مراحلها الأخيرة من الإعداد”.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك