أنتلجنسيا مغربنا 1-Maghribona 1
في مشهد سياسي مثير ينذر بتداعيات خطيرة على مستقبل التحالف الحكومي في المغرب، تحول انتخاب رئيس جديد لجماعة القصيبة بإقليم بني ملال إلى ساحة مواجهة غير متوقعة بين حزبي التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة. فقد شهدت جلسة التصويت انقلاباً سياسياً صاعقاً عندما اصطف فريق الأصالة والمعاصرة إلى جانب مرشح الاتحاد الاشتراكي، معارضاً بذلك مرشح حليفهم الحكومي، حزب الأحرار.
هذه الخطوة، التي وُصفت بـ"الطعنة في ظهر التحالف"، كشفت عن تصدعات عميقة تهدد تماسك الأغلبية الحكومية، خاصة في ظل الصمت المقلق لقيادات الحزبين على المستوى الوطني. وبينما بدا التحالف بين الحزبين متيناً منذ تشكيل الحكومة، فإن هذا التطور غير المتوقع يثير تساؤلات حول ما إذا كانت الخلافات المحلية ستتسرب إلى المشهد الوطني وتضعف التنسيق بين المكونات الثلاثة للحكومة. مصادر مطلعة أشارت إلى أن خلفيات هذا الانقلاب قد تعود إلى صراعات خفية على النفوذ في جهة بني ملال، حيث تشتد المنافسة على إدارة الجماعات الترابية التي تُعد محوراً أساسياً للسلطة السياسية والتنموية. كما أن التحالفات المحلية التي تضرب بعرض الحائط الاتفاقات الوطنية أضحت سمة مقلقة في المشهد السياسي المغربي، مما يُضعف ثقة المواطن في هذه التشكيلات الحزبية. هذا الجدل يضع الحكومة أمام اختبار حقيقي: هل ستتمكن قيادات الحزبين من احتواء الأزمة قبل أن تتفاقم؟ أم أن تصدع التحالف سيُدخل المشهد السياسي المغربي في منعطف جديد عنوانه فقدان الانسجام داخل الأغلبية؟ المغرب يقف اليوم على أعتاب مرحلة حرجة، حيث قد تتحول المناورات السياسية المحلية إلى زلزال يهدد استقرار الحكومة، في وقت يحتاج فيه المواطن إلى إدارة متماسكة قادرة على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك