انتلجنسيا المغرب:الرباط
في خطوة جديدة لتعزيز مكانته كواحد من الدول الرائدة في مواجهة التغير المناخي، وقع الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، والمسؤول الإقليمي عن قطاع الماء بمنطقة شمال إفريقيا لدى البنك الألماني للتنمية (KfW)، يان شيلينغ، اليوم الخميس بالرباط، اتفاقية تمويل بقيمة 100 مليون يورو. تهدف هذه الاتفاقية إلى دعم برنامج السياسات المناخية في المغرب.
نحو اقتصاد أخضر ومستدام
يهدف البرنامج الممول من البنك الألماني للتنمية إلى تعزيز قدرة المغرب على التكيف مع التغيرات المناخية من خلال تنفيذ تدابير استراتيجية تسهم في خفض انبعاثات الكربون. كما يدعم الانتقال نحو اقتصاد منخفض الكربون، منسجمًا مع رؤية المملكة لتحقيق التنمية المستدامة وفقًا لالتزاماتها الدولية، خصوصًا تلك المندرجة ضمن اتفاقية باريس للمناخ.
تصريح فوزي لقجع
خلال حفل التوقيع، صرح فوزي لقجع بأن هذا التمويل يعكس ثقة المؤسسات الدولية في المغرب كمحاور رئيسي في المنطقة فيما يتعلق بالتنمية المستدامة والسياسات المناخية. وأكد أن البرنامج لا يهدف فقط إلى معالجة التحديات المناخية، بل يسعى أيضًا إلى توفير فرص اقتصادية واجتماعية جديدة للمواطنين، مثل تعزيز الطاقات المتجددة والزراعة المستدامة.
التزام ألماني بدعم المغرب
من جانبه، أشار يان شيلينغ إلى أن البنك الألماني للتنمية يثمن جهود المغرب في التصدي لتداعيات التغير المناخي، مؤكدًا أن التعاون بين الطرفين يعكس شراكة قوية تهدف إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأضاف أن هذا التمويل سيُخصص لتنفيذ مشاريع ملموسة في مجالات المياه، الطاقة المتجددة، والزراعة المستدامة.
أبعاد البرنامج وأهدافه
يركز برنامج دعم السياسات المناخية على ثلاثة محاور رئيسية:
- تعزيز القدرة على التكيف المناخي: من خلال تحسين إدارة الموارد المائية ومكافحة آثار التصحر.
- خفض انبعاثات الكربون: عبر التوسع في استخدام الطاقات المتجددة وتقنيات الإنتاج النظيف.
- تشجيع الابتكار والاستثمار الأخضر: لتطوير حلول مبتكرة تخدم الاقتصاد الأخضر، مع التركيز على دعم المقاولات الناشئة في هذا المجال.
شراكة استراتيجية مستدامة
يأتي هذا الاتفاق في إطار التعاون المستمر بين المغرب وألمانيا في مجالات التنمية المستدامة. وكانت العلاقات الثنائية قد شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، خصوصًا فيما يتعلق بدعم المشاريع التي تهدف إلى تحقيق الانتقال الطاقي والتنمية الشاملة.
رهان على المستقبل
تعتبر هذه الاتفاقية خطوة جديدة في طريق المغرب نحو تحقيق أهدافه المناخية بحلول عام 2030، ومنها تقليص انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 45%، وتعزيز مساهمة الطاقات المتجددة في مزيج الطاقة الوطني بنسبة تصل إلى 52%.
أهمية التمويل في السياق الدولي
في ظل التحديات المناخية العالمية المتزايدة، يُبرز هذا الاتفاق التزام المغرب بمواصلة ريادته الإقليمية والدولية في مجال المناخ. كما يعكس تطلع المملكة إلى تحقيق نقلة نوعية في مسار التنمية المستدامة، بما يعزز مكانتها كوجهة للاستثمارات الخضراء في المنطقة.
تعاون من أجل مستقبل أفضل
يشكل هذا التمويل الألماني دفعة قوية للمغرب في مساعيه لمواجهة التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية. ويؤكد الشراكة المتينة بين الرباط وبرلين، والتي تهدف إلى بناء نموذج تنموي جديد يعتمد على الاستدامة والابتكار.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك