هل تتعمد Netflix إضافة الشخصيات المثلية في أعمالها فعلًا؟

هل تتعمد Netflix إضافة الشخصيات المثلية في أعمالها فعلًا؟
ثقافة وفنون / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

مغربنا 1 المغرب  تزايدت في الفترة الأخيرة الاتهامات في منطقة الشرق الأوسط تحديدًا لشركة الإنتاج التلفزيونية الكبرى Netflix، بأنها تقوم بنشر ثقافة المثلية الجنسية بطريقة فجة وذلك بسبب وجود بعض الشخصيات المثلية في الأعمال الأصلية التي تقوم الشركة بإنتاجها وتشاهدها الجماهير على نطاق واسع وهو أمر يعده البعض سياسة غير مقبولة دفعتهم لتأسيس حملة مقاطعة للشركة العملاقة لأنها لا تراعي الذوق العام. ونحن لا نناقش فكرة المثلية الجنسية أو حتى تناولها في الأعمال التلفزيونية بشكل عام، ولكن المحرك الرئيس لدعاوى المقاطعة لنتفلكس مبنية على أنه لا يوجد أي فائدة درامية من إقحام المشاهد الجريئة بين الشخصيات مثلية الميول الجنسية بشكل مفرط.   هل فعلا تستخدم نتفلكس الشخصيات المثلية بشكل مفرط؟ ربما يعتقد البعض بأن الاتهامات الموجهة للشركة العالمية هي من باب تدمير سمعتها عن طريق المنافسين وإلصاق سمعة سيئة بها على غير الحقيقة، لكن هذا غير صحيح فوفقًا لتقارير منظمة GLAAD الأمريكية لرصد وسائل الترفيه والإعلام فإن شبكة نتفلكس قامت بتضمين عدد كبير من الشخصيات المثلية في أعمالها أكثر من كل الشبكات الأمريكية الأخرى مجتمعين، وهي ظاهرة توضح بأن الأمر ليس مصادفة بل هو توجه من الشركة العملاقة.   وبدأ الأمر في التزايد تحديدًا منذ العام 2018 حيث تم عرض مسلسلات شهيرة مثل Elite، وThe Haunting of Hill House وأيضًا Chilling Adventures of Sabrina والتي حققت جميعها نجاحًا مبهرًا واحتوت في أحداثها على شخصيات مثلية الميول الجنسية وغيرها من الأعمال الأخرى والتي ركزت بشكل شخصي على الميول الجنسية للشخصيات وهو ما يجعل شبكة نتفليكس تحت الأضواء كشركة داعمة للميول المثلية. واستمرت الشركة في سياستها هذه رغم الانتقادات التي تعرضت لها، واعترفت بالفعل بأنها تناقش عبر شاشتها القضايا التي يتجاهلها الآخرون مثل المثلية الجنسية والتعددية العرقية وغيرها من القضايا التي تركز على حقوق الأقليات، وقد قامت في عام 2019 بإنتاج مسلسل تلفزيوني بعنوان Special والذي يركز بشكل أساسي على مذكرات الكاتب والممثل الأمريكي ريان أوكونيل الداعم لقضايا متحدي الإعاقة والمثليين جنسيًا وهو واحد منهم. هل الأمر من قبيل المصادفة والدعم للقضايا المجتمعية فقط؟ ربما ينظر البعض في الغرب لشبكة نتفليكس بأنها داعمة لحقوق الأقليات وهي السمعة التي تحاول كسبها في المجتمعات الغربية، خاصة وأنها قد منعت عرض بعض هذه الأعمال في دول الشرق الأوسط بسبب الإفراط في المشاهد المخصصة للبالغين -للكبار فقط- ولكن هذا الأمر ليس صحيحًا بشكل كامل فالأمر يتجاوز كونه دعمًا للقضايا المجتمعية والظهور بهذا الشكل الملائكي. فمثلًا في الولايات المتحدة نفسها تعرض الفيلم الدرامي الكوميدي Cuties المنتج عام 2020 لحملة عنيفة من الانتقادات بسبب قصته التي تتناول حياة فتاة سنغالية نشأت في فرنسا في ظل بيئة إسلامية وتحاول التمرد عليها والتحول للثقافة العصرية الشائعة عبر شبكة الإنترنت، وكان سبب الانتقادات أن الملصق الدعائي للفيلم يوحي بالاستغلال الجنسي للأطفال وهو أمر غير مقبول في الغرب أو الشرق. وقد تم تقديم اعتذار رسمي من الشركة حول ذلك الأمر وحذفت الملصق الدعائي، وقدمت العديد من البلدان طلبات بحذف الفيلم من على منصة عرض الشركة على الإنترنت معظمها جاء من دول إسلامية مثل تركيا، باعتباره خطرًا على الثقافة الشعبية والتقاليد المحلية للدولة، وقد حصل الفيلم على تقييم 2.8 من 10 في تصويت النقاد على الموقع العالمي IMDB وهو ما يثبت أن استغلال هذه القضايا ليس من باب تأثيرها الدرامي ولكنها مقحمة عمدًا في الأحداث المبتذلة لبعض الأعمال. إذًا ما هو السبب الحقيقي للتزايد المستمر للشخصيات المثلية في أعمال نتفليكس؟ ربما هذه النقطة هي محورية وجدلية بشكل كبير، وهي مؤثرة في محاولة فهم السبب والدافع الحقيقي للشركة العملاقة من سياسة زيادة المحتوى الخاص بشخصيات مثلية الميول الجنسية، وللإجابة على هذا السؤال يجب الاعتراف بأن نتفلكس هي شركة استثمارية وهي تبحث عن الأرباح في المقام الأول وهي تنظر للدراما أو السينما من الجانب التجاري في ظل صراعها مع شركات مثل HBO أو حتى الشركة العملاقة Disney. ولهذا فشركة نتفليكس تلجأ لتناول القضايا التي تميزها عن غيرها في المقام الأول مثل المثلية الجنسية وقضايا المرأة ودعم التنوع العرقي وحقوق الأقليات، ومن جانب آخر فإن نتفليكس لديها نظام برمجي قوي جدًا يعتبر هو ذخيرتها في احتلال سوق الإنتاج الفني، لأنها تقوم بتحليل بيانات المشاهدة لأعمالها بشكل دقيق لتستكشف احتياجات المشاهدين وتطوير أعمالها بما يتناسب مع رغباتهم، بمعنى آخر فهي تسير بطريقة ما يطلبه المستمعون.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك